صدر عدد جديد من مجلة "آفاق الثقافة والتراث" عن مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي، تصدرته افتتاحية كتبها الدكتور عزالدين زغيبة، عن "إشكالية التأويل بين النص والمعنى" خلص فيها الى أن التأويل بوصفه طريقاً من طرق التفسير والاستنباط لا بد منه، لأن الوقوف بالنصوص عند ظواهرها ومنع تأويلها يؤدي الى الجمود وعدم مواكبة التطور، وهو ما يتناقض والشريعة التي من اجل خصائصها العموم والديمومة. وتناول محمد إقبال عروي، في مقالته عن "بنود الاصطلاح في التراث الاسلامي"، وعي علماء الامة بالظاهرة الاصطلاحية في مستوى الوضع والتداول، فقد ألحوا على شروط ممثلة في العرف الخاص والوضوح، بغية تواصل معرفي فاعل، ودافعوا عن الحرية الاجتهادية في الاصطلاح. وفي موازاة ذلك اعطى هؤلاء العلماء الاولوية للمصطلح السابق تاريخياً، واهملوا المصطلح اللاحق. ونقدوا ظواهر التكرار في الاصطلاح، مثل تكرار المصطلحات المتباينة للمفهوم الواحد، أو تباين المفاهيم لمصطلح واحد. وقدم الدكتور محمد ضياء الحق، دراسة مقارنة بين اغراض التمثيل الديبلوماسي في النظام الاسلامي والقانون الدولي، شملت الاختلاف في تعريف ذلك التمثيل بين الاثنين، وخلص ضياء الحق الى ان القانون الدولي يطابق بصورة شبه تامة نظام الاسلام في اغراض التمثيل الديبلوماسي المشروعة والمتفق عليها دولياً، مثل حماية مصالح الوطن، والتعاون الدولي وتتبع الحوادث وتدعيم حسن الصلات. وتعرض الدكتور جاسم الفارس الى مدى الحاجة لدى المسلمين الى فقه حضاري جديد، من خلال الاسس العامة لممارسة البناء الحضاري، ودور الفقه في حركة التاريخ الاسلامي والحضارة. وبيّن من خلال ذلك أن المنهج الاسلامي يوحد التنوع في العطاء الفقهي. وخلص الى أن الفقه الحضاري المعاصر المطلوب يعني ادراكاً لقوانين الحضارة وقوانين الوجود في ضوء منهج جديد في التعامل مع القرآن الكريم والسنة المطهرة في اطار تصور اسلامي. وهذا الفقه المطلوب يعني اعادة عالمية الاسلام الى موقعها الفاعل في التكوين الانساني للحضارات المادية القائمة اليوم. وتناول الدكتور محمد أبو الفضل بدران "الاستشراق الالماني المعاصر" منطلقاً من إغفال ادوارد سعيد له في كتابه عن الاستشراق، مُرجعاً ذلك الى عامل اللغة. وعرض عبدالقادر أحمد "مصنفات ومخطوطات السنوسي التلمساني"، مبرزاً اماكن وجودها، حتى يستطيع الباحثون الاستفادة منها. وهذا يعد اول حصر لمؤلفات هذا العالم المغربي المخطوطة. ونشرت في العدد دراسة لرسالة أبو بكر الرازي في الزكام التحسسي أعدها الدكتور محمد ياسر زكور، وتعد الاولى من نوعها لهذا المخطوط الطبي النادر الذي يصف، حسب ما ذكر الباحث، علاجات سابقة لعصرها لهذا المرض.