بغداد، واشنطن، نيويورك - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - وصل الى بغداد أول من أمس سفير المهمات الخاصة الروسي نيكولاي كورتوروف ناقلاً رسالة خطية من وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الى نائب رئيس الوزراء طارق عزيز. ولم توضح وكالة الانباء العراقية التي نقلت الخبر فحوى الرسالة، إلا انه علم انها تتعلق بالمحادثات الجارية في الاممالمتحدة في شأن العراق. وأفاد مصدر مطلع في بغداد ان تصريح عزيز أخيراً الذي جدد فيه موقف العراق الرافض لأي قرار لا يلبي مطالب بغداد برفع الحظر يعتبر رداً غير مباشر على الرسالة الروسية التي يرجح انها حملت صيغة جديدة لمشروع اتفاق في مجلس الأمن. وأشار المصدر الى انه يمكن استشفاف تغير محتمل في الموقف الروسي مما استدعى نقل هذه الرسالة لمحاولة امتصاص أي رد فعل سلبي عراقي على المشروع الجديد. ويأتي تشديد الجانبين الروسي والعراقي على ضرورة مواصلة التشاور في شأن تطور المحادثات في مجلس الأمن دليلاً على مشاركة غير مباشرة لبغداد في المشاورات اليومية الجارية في مجلس الأمن بهدف الاتفاق على قرار في شأن العقوبات المفروضة على العراق. الى ذلك، نشرت صحيفة "الثورة" الناطقة بلسان حزب البعث الحاكم انه يتعين على مجلس الأمن ان يناقش العقوبات اولا من زاوية الحق الشرعي للعراق وليس من زاوية التعاطف الانساني مع ما تسببه العقوبات. واضافت ان المجلس ملزم بحل مشكلة العراق التي فرضها عليه مجلس الامن نفسه بعدما نفذ العراق جميع شروطه. وفي حين يواصل أعضاء مجلس الأمن مشاورات يومية للاتفاق على قرار بشأن شروط تعليق العقوبات ذكر ديبلوماسيون ان الولاياتالمتحدة وروسيا اتفقتا أول من أمس على مد برنامج "النفط للغذاء" اسبوعين، وذلك قبل انقضاء المرحلة الحالية للبرنامج ومدتها ستة اشهر التي تنتهي اليوم. وقال الديبلوماسيون ان الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن لا يريدون ان تفسد الخلافات بشأن برنامج "النفط للغذاء" المناقشات الاوسع التي يأملون ان تحقق تقدما خلال اسبوعين. وأعلن رئيس البرنامج بينون سيفان ان قيمة العقود التي تعطلت الموافقة عليها حتى 15 من الشهر الجاري بلغت 1.042 بليون دولار مقارنة بالموافقة على عقود بقيمة 8.7770 بليون دولار منذ بدء العمل بالبرنامج قبل ثلاث سنوات. وكانت الولاياتالمتحدة مسؤولة عن تعطيل الموافقة على الجزء الاكبر من العقود. إلا ان بيتر بيرلي نائب ممثل الولاياتالمتحدة في مجلس الامن قال ان الولاياتالمتحدة عطلت عقودا لأن المواد التي تشملها يمكن ان تكون ذات استخدام مزدوج لاغراض عسكرية، ولأن بعض الشركات المعنية دفع عمولات لمسؤولين عراقيين. على صعيد آخر، اكد رئيس اجهزة الاستخبارات في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون قبل يومين ان العراق باشر في اعادة بناء تجهيزاته العسكرية التي دمرتها الغارات الاميركية والبريطانية قبل سنة. وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" لم يستبعد الاميرال المساعد توماس ويلسون امكان ان يكون العراق قد استأنف تكوين احتياطيه من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية.