شدد سفير روسيا لدى الأممالمتحدة، سيرغي لافروف، على ضرورة عدم وضع "مواعيد حاسمة اصطناعية" لمفاوضات الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن في شأن المشروع العراقي، وأكد تمسك روسيا بمواقفها الأساسية وقال الى "الحياة"، امس: "ان المسألة تتعلق بالتوصل الى اتفاق حول الجوهر" في عملية وضع شروط وظروف تعليق العقوبات. وقالت مصادر مطلعة على اجتماعات الدول الخمس، الولاياتالمتحدةوبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا، ان المواقف الاميركية التي عبر عنها ديفيد ويلش، المسؤول الأول عن الملف العراقي في وزارة الخارجية الاميركية، كانت "متصلبة" اولاً، لجهة عدم الموافقة على اكثر مما جاء في آخر صيغة لمشروع القرار البريطاني، وثانياً، لجهة رفض الالتزام بوقف العمليات العسكرية في منطقتي حظر الطيران. وتابعت المصادر ان "التصلب ليس مشجعاً"، لا سيما في تحديد "الخطوط الحمر" وسد الطريق على محاولات الاخذ والعطاء. ووصفت اجواء الاجتماع الأول على المستوى السياسي للدول الخمس بأنه "لم يسجل اي تقدم"، على رغم انه ركز حصراً على آلية اطلاق العقوبات دون غيرها من المسائل المعقدة الاخرى. المصادر البريطانية من جهتها قالت "ان تقدماً حصل". ووصف مسؤول بريطاني المفاوضات بأنها "بناءة" وتتم "بحسن نية". وأكد المسؤول ان بريطانيا، كما الولاياتالمتحدة ترفض الجمع بين مشروع قرار تعليق العقوبات ومنطقتي حظر الطيران. وقال: "لا نرى رابطاً" بين الاثنين. وفي شأن المواقف الأميركية الرافضة الالتزام بالتوقف عن العمليات العسكرية في منطقتي حظر الطيران في جنوبالعراق وشماله، قال لافروف: "لا اعتقد ان هناك تغييراً في مواقفهم الأميركيين ولا يمكنني التعليق على تفكيرهم وما في ذهنهم". وشدد على عدم وضع "مواعيد حاسمة اصطناعية" في تعليقه على المواقف الاميركية - البريطانية التي تحدثت عن التوصل الى مشروع قرار قبل نهاية هذا الشهر او هذه السنة. وقال: "إن المسألة ليست مسألة مواعيد حاسمة، ولا تعتمد على البرامج الزمنية لدولة معينة. ان المسألة تتعلق بالتوصل الى اتفاق على الجوهر. ولا اعتبر اي موعد حاسم مصطنع عنصراً مساعداً في هذا". وفي ما يخص احتمال تأثير المواقف الاميركية من مسألة الشيشان في المواقف الروسية من العراق سيما وان الرئيسين يلتسن وكلينتون سيجتمعان في تركيا، قال لافروف: "الشيشان مسألة تخص روسيا وعلى الجميع ان يهتم بالمسائل التي تخصه وليس التي تخص غيره". وتابع: "لا قاسم مشتركاً بين الموضوعين العراقي والشيشاني، ولن يكون هناك أي تأثير على مواقفنا الجوهرية في موضوع الخليج". وانعقد مجلس الأمن في جلسة مغلقة امس الأربعاء للبحث في تقرير الأمين العام في شأن البرنامج الانساني تنفيذاً لصيغة "النفط مقابل الغذاء" التي اقرها القرار 986. ومن المتوقع ان يتبنى المجلس قبل نهاية الاسبوع قراراً يمدد الصيغة بالسقف ذاته الوارد في المرحلة السادسة أي مبلغ 5.2 بليون دولار كل ستة اشهر.