أيد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل عقد قمة عربية، وشدد على ضرورة اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل، مستبعداً تكرار أحداث "خيطان" التي وقعت في الكويت في بلاده. وقال: "إن اللجنة القنصلية المشتركة تقوم بحل كل مشاكل العمال المصريين". وكان الرئيس حسني مبارك التقى امس الأمير سعود الفيصل وتسلم منه رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير عبدالله اكدت الرغبة في دعم العلاقات مع مصر في المجالات كافة. وجاء لقاء مبارك مع الأمير سعود الفيصل غداة اختتام اجتماعات الدورة التاسعة للجنة المصرية - السعودية. وقال سعود الفيصل انه ونظيره المصري عمرو موسى قدما الى مبارك تقريراً عن اجتماعات اللجنة العليا، وأعرب عن سعادته بما تم انجازه خلال اعمالها، مؤكداً حرص قيادتي البلدين على تطوير آليات التعاون الثنائي بينهما. واستبعد وزير الخارجية السعودي، في تصريحات صحافية عقب اللقاء، حدوث تفجيرات اسرائيلية في البحر الميت. وقال: "لا أعتقد بوجود تفجيرات اسرائيلية تحت البحر الميت ولو ان ذلك حدث لكانت هناك ضجة عالمية تتجاوز المستوى العربي والاسلامي". واكد ان موقف السعودية هو "ضرورة اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية، وهو الموقف العربي والاسلامي أيضاً".. وكان وزيرا الخارجية المصري والسعودي ترأسا وفدي بلديهما الى اجتماعات اللجنة اول من امس وعقدا مؤتمرا صحافيا في مقر وزارة الخارجية صرح خلاله موسى: "نحن نشعر أن علاقات مصر والسعودية تمثل حجر الاساس في العلاقات العربية السليمة"، فيما أعرب الأمير سعود الفيصل عن تعازي السعودية لأسر ضحايا الطائرة المصرية، وقال: "العلاقات مع مصر مصيرية سواء على الصعيد الثنائي او بالنسبة الى التعاون في الاطار العربي والاسلامي والدولي". وفي شأن موقف السعودية من عقد قمة عربية يحضرها العراق قال الأمير سعود الفيصل: "موقفنا من القمة واضح ومعلن من جانب القيادة السعودية في مرات عدة، ونرحب بأي اجتماع عربي خصوصاً اذا كان على اعلى المستويات، وندعو ان يكون هذا الاجتماع جاداً في اهدافه ومراميه، كما نطالب بأن تكون هناك تهيئة وإعداد جيد لضمان تنفيذ القرارات الصادرة عن هذه الاجتماعات"، ونفى وجود اي تحفظ على أي مشاركة في القمة. ورداً على سوال الى وزير الخارجية السعودي في شأن موقف السعودية من جهود المصالحة السودانية، قال الامير سعود الفيصل "لقد عبرت خلال الاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية الاخير عن تأييد المملكة العربية السعودية للمبادرة المصرية - الليبية وخصوصاً في ضوء ما لمسته المملكة من تجاوب الاخوة في السودان مع هذه المبادرة وأهدافها في حفظ وحدة السودان تراباً وبشراً"، واعرب عن الامل في ان تحظى هذه المبادرة بالتأييد والعمل الجاد من جانب الاخوة في السودان. ونفى الامير سعود وجود مبادرة سعودية في شأن السودان، وقال: "ليست هناك فكرة سعودية لعقد مؤتمر المصالحة السودانية على اراضينا، ولكن بعض الفصائل تقدم منذ ستة اشهر بهذه الفكرة للمملكة وكان الرد السعودي انه اذا كانت هذه ارادتهم فليس لدى المسؤولين السعوديين مانع فالسعودية بلدهم". وتابع: "ليست هناك مبادرة سعودية، واكدت للجامعة العربية تأييدنا للمبادرة المصرية - الليبية وايضا لنظيري عمرو موسى". ووصف المبادرة المصرية - الليبية بأنها "مباركة"، وامل ان يستجيب لها الاخوة في السودان. وفي ختام اجتماعات الدورة التاسعة للجنة المصرية - السعودية أصدر وزيرا الخارجية المصري والسعودي بياناً أكدا فيه التزامهما بتعزيز دور الجامعة العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، كما أكدا ضرورة تنفيذ إسرائيل كل قرارات مجلس الأمن الخاصة بعملية السلام على كل المسارات، وطالبا العراق تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بهدف إنهاء الحظر الاقتصادي المفروض عليه، وشددا على وحدة السودان وسلامة ترابه وأراضيه. وأعرب الجانبان عن قلقهما للوضع في الشيشان ومصير السكان المدنيين وطالبا روسيا بإيجاد حل سياسي. وأكد الجانبان أن السلام الدائم والمستقر يجب أن يكون عادلاً وشاملاً، مستنداً إلى الالتزام الكامل والتنفيذ الأمين لكل مبادئ وقرارات الشرعية الدولية، خصوصاً قرارات مجلس الأمن 242 و338 و425 ومبدأ الأرض مقابل السلام، وكل التعهدات والاتفاقات الموقعة بين الأطراف المعنية، بما يضمن استعادة الأراضي العربية المحتلة، القدس الشريف، والجولان السوري، وجنوب لبنان، وبقاعه الغربي، وبما يمكّن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية الثابتة وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وجددا ادانتهما ورفضهما سياسة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.