برلين - أ ف ب - التقى عدد من زعماء الدول في برلين بعد عشر سنوات على سقوط "جدار العار" وفتح الحدود بصورة نهائية بين شرق المدينة وغربها في التاسع من تشرين الثاني نوفمبر 1989 ما شكل ايضا إعلانا بانتهاء الحرب الباردة. وبين المشاركين في الاحتفالات بعض القادة الذين كانوا من المساهمين الرئيسيين في اسقاط جدار برلين، أولهم الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف، والرئيس الاميركي السابق جورج بوش. وتلقى غورباتشوف الاحد وسام الصليب الأكبر، وهو أعلى وسام الماني، فيما منح بوش لقب مواطن شرف لمدينة برلين. وألقى كل منهما كلمة أمام البرلمان الالماني اضافة الى المستشار الالماني السابق هلموت كول الذي كان في السلطة في 1989 وخلفه غيرهارد شرودر الذي يتولى شؤون المانيا منذ سنة. وتم اختيار الماني شرقي في اللحظة الأخيرة لتمثيل مسؤولي حركة مواطني المانياالشرقية السابقة في هذه الاحتفالات هو واكيم غوك الذي كان ممثل الحكومة في قسم التوثيق التابع لشرطة المانياالشرقية السرية "شتاسي". ومن الضيوف الآخرين الامين العام لحلف شمال الاطلسي البريطاني جورج روبرتسون ووزير الخارجية البولندي برونيسلاف غيريميك. ودعي سكان برلين اضافة الى ألف شاب وشابة من الدول الاوروبية الاخرى الى الاحتفالات التي ستقام مع حلول المساء على طول جدار برلين 43 كيلومتراً والذي كان يمر في قلب المدينة، وأمام بوابة برانديبورغ التي كانت تجسد القطيعة بين الشرق والغرب. وجرت طوال الليل عروض موسيقية من الجاز وال"هارد روك" والموسيقى الكلاسيكية، لا سيما حفلة قادها عازف الفيولونسيل الروسي ميتسلاف روستروبوفيتش الذي كان انضم عفوياً قبل عشر سنوات الى المحتفلين بسقوط الجدار وعزف لهم مقطوعات لباخ. وقاد روستروبوفيتش فرقة مؤلفة من 166 عازف فيولونسيل شاب من المانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا. وقدمت 20 فرقة موسيقية اوروبية حفلات على خمسة مسارح اقيمت امام "تشيك بوينت تشارلي" نقطة العبور الوحيدة السابقة بين شقي المدينة وفي أماكن اخرى من الجدار. انتهت الاحتفالات في وقت متأخر من الليل بإشعال أضواء على طول الجدار. وشارك بوش وغورباتشوف بعد ظهر أمس في احياء الذكرى ال61 ل"ليلة الكريستال" التي نظمها النازيون ضد اليهود الالمان في التاسع من تشرين الثاني نوفمبر 1938 في مركز الجالية اليهودية في برلين.