} نشرت المفوضية الأوروبية النتائج التي توصلت إليها "لجنة العلماء" عن "صحة البقر" في بريطانيا على شبكة "انترنت". وقال المفوض الأوروبي لشؤون الصحة ل"الحياة" إن المعلومات ستكون في متناول الدول المستوردة. ومع ان النتائج كانت لصالح البريطانيين، إلا أن الولاياتالمتحدة لا تزال تطبق الحظر على الواردات البريطانية. ولم تجزم لجنة العلماء بانعدام الأخطار، لكنها أشارت إلى أن "نتائج الاختبارات العلمية أظهرت ان لحوم الأبقار البريطانية مستوفاة مع منتجات السوق الأوروبية". فازت بريطانيا في "حرب البقر" ضد فرنسا بوسائل الأدلة العلمية بعدما أجمعت لجنة العلماء الأوروبيين، ليل الجمعة - السبت، على "سلامة" لحوم الأبقار البريطانية، وفندت الأدلة الجديدة التي قدمتها فرنسا لتبرير رفضها الامتثال لقرار كانت اتخذته المفوضية في مطلع آب اغسطس الماضي برفع الحظر عن مبيعات اللحوم البريطانية في السوق الأوروبية. وقال المفوض الأوروبي لشؤون الصحة دايفيد بيرن إنه ينتظر الآن من كل فرنساوالمانيا "رفع الاجراءات التقييدية" التي كانت فرضتها ضد واردات لحوم الأبقار البريطانية. واستنتج أعضاء اللجنة المؤلفة من 16 عالماً ان البيانات تؤكد بأن نظام مراقبة سلامة اللحوم البريطانية "يستجيب للشروط الصحية المطبقة في أنحاء السوق الأوروبية". وكانت الدول العربية بادرت، مثل الولاياتالمتحدة وغيرها من الأطراف الخارجية، إلى فرض حظر على استيراد اللحوم البريطانية إثر تفجر أزمة "جنون البقر" ربيع 1996. وقال المفوض الأوروبي لشؤون الصحة في رد على "الحياة" إن معطيات الاختبارات العلمية واستنتاجات لجنة العلماء الأوروبيين "ستتوافر عبر شبكة انترنت حتى تكون في متناول الدول المستوردة للحوم كافة ومن بينها الدول العربية". وذكرت مصادر رسمية في المفوضية بأن الولاياتالمتحدة لا تزال تطبق حظر استيراد اللحوم الأوروبية بشكل عام لأسباب تتصل بأزمة "جنون البقر" من ناحية، وكرد فعل على حظر الأوروبيين استيراد اللحوم الأميركية المعالجة بالهرمونات من ناحية أخرى. وقال رئيس لجنة العلماء الأوروبيين جيرار باسكال فرنسا إن الخبراء "لا يزعمون انعدام كل خطر ولا يستبقون أي نتيجة أو اكتشاف علمي في المستقبل، لكنهم الآن إلى المعطيات المتوافرة من بيانات احصائية تناولت انخفاض حالات جنون البقر ونتائج الاختبارات العلمية واستنتجوا تطابق شروط سلامة لحوم الأبقار البريطانية مع شروط منتجاتها في السوق الأوروبية". ويثير إجماع اللجنة الأوروبية جدلاً في صفوف الخبراء. وقال استاذ في جامعة غوتنيغ المانيا هانز كريتسشمار، الذي يعد ضمن أفضل خبراء مرض "جنون البقر" بأنه يشارك حذر العلماء الفرنسيين والأدلة الجديدة التي قدموها أخيراً عن إمكانات رصد المرض قبل بروز ظواهر جنون الماشية. ولا يستبعد الخبير الألماني احتمالات وجود أسباب إضافية لمعضلة جنون البقر، بالإضافة إلى السبب الرئيسي المعروف حتى الآن، وهو تغذية الماشية بعلف يحتوي على مركبات من لحوم الحيوانات. وسيستمر الجدل بين العلماء من جهة أخرى بفعل ازدياد حساسية المستهلكين و"مبدأ الحذر" الذي تتبعه الدول الأوروبية حيال اللحوم الأميركية المعالجة بالهرمونات على رغم انعدام أدلة خطرها على صحة المستهلكين.