أدى استعمال تقنية جديدة لعلاج مرض التصلب العديد Multiple Sclerosis الى تجديد بعض الأمل لايجاد علاج له، خصوصا في الحالات الحادة منه، كون هذا المرض ما زال صعب العلاج، وجميع العلاجات المتوافرة حالياً هي عرضية ومثبطة للمناعة. فقد جرب بحاثة عيادة مايو الاميركية هذه التقنية التي تدعى تبديل البلاسما على 8 من اصل 19 مريضاً، اصيبوا جميعهم بنوبة حادة من هذا المرض لم ينفع فيها العلاج الكورتيزوني. واجري هذا التبديل كل يومين لمدة 14 يوماً. وعلى رغم ان هذا الاسلوب العلاجي ليس جديداً، فهو مستعمل ومعروف في علاج الامراض المناعية المختلفة وخصوصاً في اطوارها الحادة، الا ان لاستعماله في هذا المرض ميزة مهمة، حيث اضاف خياراً جديداً للعلاج. والتصلب العديد مرض مزمن غير معروفة اسبابه على وجه التحديد. يحدث نتيجة لتحلل وازالة مادة النخاعين الدماغية بالاضافة الى تشكل صفائح صغيرة في الدماغ. مع العلم ان مادة النخاعين هي المسؤولة عن تشكل اغلفة حول الاعصاب من اجل العزل الضروري للنقل العصبي الكهربائي. وتعزى بعض آليات حدوثه الى خلل مناعي واضطراب في الحاجز الدماغي الدموي، المسؤول عن مرور المواد الانتقائي من الدم الى الدماغ. وتقدر نسبة الاصابة به في بريطانيا ب1 من 1000. وهو يبدأ في عمر الشباب بالتهاب في العصب البصري غالباً، ثم يحدث خدر وضعف في الرجلين واضطرابات اخرى تبعاً للمنطقة المصابة من الدماغ، مثل الدوار والرأرأة في العينين والرؤية المضاعفة وسلس البول. وتتراوح سيرة هذا المرض بين النكس والهجوع، مع تراكم وتزايد الاعاقة مع كل نكس، حتى الوصول الى المرحلة النهائية وعدم القدرة على المشي. وعلى رغم ان سبب المرض الأساسي وآلية تحسن المرضى بتبديل البلاسما الدموية غير معروفين، الا ان التكهنات تقول بوجود مضادات اجسام مناعية مسؤولة عن حدوث التخرب في الجملة العصبية المركزية. وتزول هذه الاجسام مع ازالة البلاسما من دم المريض المأخوذ حيث تضاف بلاسما جديدة الى الكريات المتبقية ويعاد كامل الدم الى جسم المريض ثانية. تستعمل هذه التقنية كملجأ اخير لعلاج هؤلاء المرضى، الذين لا يستفيدون من العلاجات المتوافرة، على رغم ان نتائجها على المدى البعيد غير معروفة مقارنة مع بقية العلاجات، خصوصاً ان اربعة مرضى ممن استجابوا لتبديل البلاسما اصيبوا بانتكاسة. ولكن القاعدة العامة في هذا المرض، تقول بالترحيب وتبني اي علاج او وسيلة تؤدي الى أي نسبة تحسن كانت