أشاع الاعلان عن تشكيلة السلطة التنفيذية في باكستان ليل أول أمس جواً من الإرتياح في العواصم الغربية، على أساس أن معظم شخصياتها من الخبراء المعروفين دولياً، علماً ان التشكيلة اثارت لغطاً في الاوساط الإسلامية. استفادت القيادة العسكرية الباكستانية من التأييد الشعبي الذي ما زالت تحظى به، لاعلان التشكيلة الكاملة لمجلس الامن القومي والجزئية للحكومة التي ستعمل تحت اشرافه. وجاء ذلك اثناء زيارة الحاكم العسكري الجنرال برويز مشرف للمملكة العربية السعودية. وخلت التركيبة من أي من انصار الاحزاب الإسلامية أو المحسوبين عليها والذين يعتبرون انهم مهدوا الطريق امام الجيش لإطاحة حكومة نواز شريف. وابلغت مصادر ديبلوماسية غربية "الحياة" في اسلام آباد امس الثلثاء ان الإسلاميين سعوا إلى إقناع المؤسسة العسكرية من أجل ضم عضو يمثلهم الى مجلس الأمن القومي. غير أن زعيم الإنقلاب عارض الفكرة. واعتبرت المصادر نفسها ان إعلان مشرف إعجابه بمؤسس الدولة العلمانية في تركيا مصطفى كمال أتاتورك، لم يكن زلة لسان بل رسالة واضحة للإسلاميين والغرب أيضاً. وضمت تشكيلة المجلس أربع شخصيات بينها عطية عنايت الله التي كانت مستشارة سابقة لليونسكو والخبير القانوني شريف الدين بيرزادة وهو وزير سابق للخارجية وأمين عام سابق لمنظمة المؤتمر الإسلامي. كما ضم المجلس خبيراً اقتصادياً معروفاً هو حاكم البنك المركزي الدكتور محمد يعقوب ووزير الخارجية الباكستاني السابق عبدالستار وهو ديبلوماسي معروف قاد المفاوضات إلى اتفاق جنيف لإنسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان عام 1988. ويبدو ان الحكم العسكري تخلى مؤقتاً عن تعيين رئيس للحكومة التي سيشرف عليها عوضا عن ذلك مجلس الامن القومي الذي يرأسه مشرف ويعاونه في ذلك قائدا سلاحي البحرية والجوية. وسيتولى عبدالستار حقيبة الخارجية في الحكومة، فيما يتولى شوكت عزيز حقيبة المال وهو خبير مالي في "سيتي بنك" النيويوركي. وسيستهل وزير المال الجديد عمله اليوم بلقاء مع وفد ياباني رسمي، إلى جانب لقائه بعد أيام مع وفد من رابطة الكومنولث التي علّقت عضوية باكستان في المنظمة. ويعتزم الوفد الإلتقاء برئيس الوزراء المعزول نواز شريف. سفيرة الى اميركا ويُتوقع أن تُعّين الدكتورة مليحة لودي رئيسة تحرير صحيفة "ذي نيوز" المعروفة، سفيرة لباكستان لدى الولاياتالمتحدة. وكانت تبوأت هذا المنصب في فترة حكومة بينظير بوتو الثانية. لكن تم عزلها عام 1996. ورأى ديبلوماسيون غربيون أن تعيين خبيرين عالميين في الإقتصاد مثل عزيز ويعقوب اللذين يتمتعان بعلاقة قوية ومتشعبة مع المنظمات والدول المانحة، سيرسل إشارات قوية إلى كل المنظمات المالية الدولية مفادها ان الجيش جاد في إصلاح الإقتصاد الباكستاني. ولاحظ مراقبون محليون أن معظم الوجوه في التركيبة الجديدة هي من الشخصيات التي عملت مع الرئيس الراحل ضياء الحق الذي حكم البلاد بين 1977 و1988. وحسب المصادر الديبلوماسية فإن هذه التركيبة جاءت بعدما رفض الكثيرون التعاون مع العسكر خشية تدمير مستقبلهم السياسي من أجل بضعة أشهر في السلطة. وثمة من رفض حقيبة وزارية لانها ستكون تحت مراقبة مجلس الأمن القومي، ما ينتقص من صلاحيات الوزراء.