"فوتوشوب 5،5" يمثل توجهاً أكيداً نحو نسيج العنكبوت

مع انتشار تصميم مواقع نسيج العنكبوت، تحول مفهوم معالجة الصور بشكل جذري، فبدلاً من زيادة دقة الصور الى اكبر حد ممكن لطباعتها بجودة عالية على الورق، صار هم المصمم خفض حجم ملف الصورة الى ادنى حد لتسريع تحميلها في متصفح الزائر مع الحفاظ على اكبر جودة ممكنة في عرضها على الشاشة. وحلت بالتالي الشاشة مكان الورق كوسيط لعرض الصور وفرض هذا التحول خفض دقة الصور لتعادل دقة شاشات العرض التي تراوح بين 70 و95 نقطة في البوصة.
الا ان البرنامج الاساسي لمعالجة الصور لم يتغير، وظل "فوتو شوب" اكثر برامج معالجة الصور استخداماً لأنه البرنامج الذي يقدم اكثر الوظائف تطوراً للمصمم المهني. ولكن "فوتو شوب" لم يتغير كثيراً ليتأقلم مع النشر الجديد على نسيج العنكبوت، لذلك اضطر المصمم لاستخدام برامج مساعدة تحصر تخصصها بالوظائف الضرورية لنشر الصور على النسيج.
فعلى سبيل المثال، كان "فوتو شوب" دائماً فاشلاً في انتاج الصور بتنسيق JPEG المضغوط الضروري للنسيج. فإذا اردنا ضغط صورة ما بهذا التنسيق ينتج "فوتو شوب" ملفاً يبلغ حجمه اكثر من ضعف حجم الملف الناتج عن برنامج آخر ولجودة الصورة نفسها، ما جعل المصمم ينتقل دائماً بعد معالجة الصورة الى برنامج آخر لحفظها بتنسيق JPEG.
اما مع الاصدار 5،5 من "فوتو شوب"، فلا يزال المصمم ينتقل الى برنامج آخر لحفظ الصورة بتنسيق JPEG! الا انه الآن صار بإمكانه الانتقال بسرعة وبشكل تلقائي الى برنامج "اميج ريدي" الاصدار 2 المتخصص في معالجة صور النسيج والذي شحنته "ادوبي" مع "فوتو شوب 5،5".
نحو النسيج مع "اميج ريدي"
وتشكل اضافة "اميج ريدي 2" أهم تحديث دخل على "فوتو شوب"،مما يعني ان معظم التحسينات الجديدة موجهة الى النشر على نسيج العنكبوت، فظهرت ازرار في اسفل شريطي ادوات كل من البرنامجين تتيح لدى كبسها التنقل بسرعة بينهما كما ظهر امر الانتقال في قائمة "ملف" في البرنامجين. ويتيح ذلك بمعالجة الصورة بسلاسة بحيث يتم تصميم المؤثرات المعقدة في "فوتو شوب" ثم تحضير الصورة للنسيج في "اميج ريدي".
ويقدم كل من "فوتو شوب" و"اميج ريدي" عرضاً مكوناً من اربع نسخ من الصورة، تختلف كل منها عن الاخرى بطرق مختلفة من الضغط. فيظهر في العرض مثلاً، الصورة الاصلية ونسخة منها بتنسيق GIF و216 لوناً وهي الوان النسيج الآمنة اي الالوان التي لا يضطر المتصفح لمحاكاتها لأنها موجودة في لوح الوانه الداخلي ومستويين مختلفين من ضغط JPEG. وتظهر الصورة في هذه النسخ كما ستظهر فعلياً في صفحة النسيج ترافقها معلومات عن حجم ملفها والوقت الذي سيستغرقه تحميلها بسرعات مودم مختلفة.
اضافة الى ذلك، يقدم حفظ صورة بتنسيق JPEG في "فوتو شوب" معاينة حقيقية للصورة نفسها وليس في نافذة اخرى كما في السابق مما يساعد على الوصول الى افضل جودة ممكنة في اصغر ملف ممكن.
وتم تزويد قطارة "فوتو شوب" و"اميج ريدي" بوظيفة حصر اختيار الالوان من مجال الالوان الآمنة فقط web-safe colours للذين يتعاملون اساساً مع نسيج العنكبوت.
ويوفر "اميج ريدي" في اصداره الثاني دعماً كاملاً لعملية تقطيع الصور، وهي اساسية لتسريع تحميل الصور الكبيرة وانشاء مساحات تلعب دور الازرار والروابط. ويمكن للتقطيع ان يكون آلياً او ان يحدده المستخدم، فيتم تقسيم كامل الصورة الى المستطيلات مرقمة كلما اضفنا قطعة اليها. ويقوم البرنامج بإنتاج رموز لغة "هايبرتكست" الضرورية لإنشاء الجداول التي ستحتوي اقسام الصورة. وقد تتطلب اقسام مختلفة من الصورة اساليب ضغط مختلفة، لذلك يتيح البرنامج حفظ كل قسم على حدى بأسلوب الضغط الخاص به.
ويتيح "اميج ريدي" ايضاً انشاء تقلبات "جافاسكريبت" rollovers مباشرة مما يسمح بتحديد حالات مختلفة لشكل زر ما تبعاً للمرور فوقه بالمؤشر او النقر عليه او غير ذلك. الا انه لا يمكن اختبار التقلب من داخل البرنامج لذلك يحتاج المستخدم الى متصفح لاختبار ما نفذه. ولكن تجدر الملاحظة الى ان رموز لغة "هايبرتكست" التي ينتجها "اميج ريدي" للتقلب معقدة لدرجة لا تتيح للمطور فهمها. فيستحسن اذا كان المستخدم متمرساً بلغة "جافاسكريبت" ان يقوم برسم الحالات المختلفة للزر في "فوتو شوب" ويكتب هو اوامر "جافاسكريبت" لإنتاج التقلب.
وظائف "فوتو شوب" الجديدة
يمكن اختصار التحسينات الاساسية الاخرى التي دخلت على "فوتو شوب" بثلاث ادوات لإنشاء الاقنعة بينها اثنتان تعملان بواسطة الحذف. فتسمح الممحاة السحرية بتحديد مساحات من الصورة بالطريقة نفسها التي تحددها العصا السحرية، ثم تقوم بحذف ما حددته او جعله شفافاً.
ويمكن استخدام هذه الممحاة لعزل عنصر ما من الصورة بسرعة كبيرة لا سيما اذا كانت حدود هذا العنصر بسيطة وبارزة نسبة الى ما حوله. اما اذا كان شكل العنصر معقداً او لون حدوده غير واضح تماماً فلا تعطي الممحاة السحرية نتائج ممتازة وتبقى خبرة المصمم في التحديد واللعب على اختيار الالوان افضل لعزل العنصر.
اما الاداة الثانية فهي ممحاة الخلفية التي تحذف كل نقاط الصرة التي يشبه لونها لون اول نقطة تم النقر عليها بالاداة. وتشبه هذه الاداة وظيفة مساعدة ل"فوتو شوب" هي ماسك برو من اكستانسيس الا انها، وعلى عكس هذه الاخيرة، تعمل على الصورة مباشرة. ولإزالة خلفية بيضاء، مثلاً، من خصلة من الشعر، يكفي النقر بالاداة على الخلفية والسحب لحذف الابيض خارج المساحة الاصلية وداخلها.
وتأتي الاداة الثالثة، الاستخراج، لتوفر حلاً اكثر تطوراً. فتقوم هذه الاداة بإنشاء مساحات مقنعة معقدة في نافذة مختلفة عن نافذة الصور. ويتم رسم حدود العنصر المطلوب استخراجه بواسطة فرشاة يمكن تغيير قطرها مع تغير تعقيد حدود العنصر. ثم يقوم الدلو بملء المساحة المحاصرة بخطو الفرشاة لتحديد هذه المساحة على انها مقنعة.
وبعد رسم الحدود يمكن معاينة ما انجزناه للتقييم مساحة خلفية العنصر التي تم حذفها ثم العودة الى تعديل الحدود اذا لزم الامر. وباتقان درجات صقل حدود العنصر وتعيير سماكة الفرشاة يمكن الوصول الى عزل عناصر معقدة بجودة عالية.
ومن التحسينات الاخرى نذكر فرشاة السيرة الفنية التي تتيح اضافة لمسات انطباعية على الصورة. وادخل البرنامج تحسيناً على رقيقة المصغرات contact sheet بحيث اصبح من الممكن استخدام اسماء ملفات الصور كعناوين للمصغرات على الرقيقة. واضاف عملية آلية تتيح انشاء صفحات نسيج العنكبوت تحتوي على رقائق مصغرات وربط هذه المصغرات بالصور الاصلية.
النصوص
لم يدخل الاصدار 5،5 الكثير على اداة النص خاصة في ما يتعلق بالعربية، الا انه صحح بعض الاخطاء التي ظهرت في الاصدار السابق. وقد يكون التحسين الوحيد هو امكان الكتابة بخط اسود او مائل دون الحاجة الى وجود نسخة سوداء او مائلة من هذا الخط في النظام. هذا فضلاً عن تحسين وظيفة صقل الحروف بحيث صار من الممكن اختيار نسبة الصقل مما يحسن مظهر الحروف عندما تكون صغيرة.
ويأتي البرنامج بأطقم الحروف العربية نفسها التي رافقت الاصدار الخامس، الا انها الآن اصبحت متوافقة مع مقياس Unicode.
في النهاية يشكل الاصدار 5،5 ترقية مهمة للذين يتعاملون اساساً مع نسيج العنكبوت، مع ان ادوات القناع الجديدة قد تجذب الآخرين ايضاً. ولكن يبقى سؤال بديهي مطروحاً: لماذا لا يزال "فوتو شوب" و"اميج ريدي" تطبيقين مختلفين يوفران عدداً لا بأس به من الوظائف المتكررة؟ فمن السهل على ادوبي دمج الوظائف الجديدة التي يوفرها "اميج ريدي" في "فوتو شوب" وتوزيع تطبيق واحد يتم العمل كله داخله بدل التنقل المستمر بين التطبيقين.