تصدر اسبوعياً في السويد، في العاصمة استكهولم، جريدة "سمسم" ناطقة باسم المهاجرين بالسويد، تديرها وترأس تحريرها الصحافية بولين بولدت، مع عدد آخر من الصحافيين من ذوي الاصول المهاجرة ايضاً، وتكتب بلغة سويدية مبسطة مع قاموس للمفردات الجديدة في كل عدد منها. قبل سنوات اصدرت مصلحة شؤون الهجرة الحكومية مطبوعة اسبوعية، بثمان صفحات، باللغة السويدية المبسطة، باسم "اخبار المهاجرين" تترجم معظم مواضيعها واخبارها الى ثمان لغات لثمان جاليات مهاجرة الى السويد، من بينها اللغة العربية. اواخر العام الماضي وبعد تفكير وزارة الاندماج والهجرة لتأسيس مصلحة للاندماج مستقلة عن مصلحة الهجرة، قررت الغاء المؤسسة الحكومية التابعة لها، والتي تصدر "اخبار المهاجرين" ورغم احتجاج العاملين فيها وتجميع تواقيع آلاف المهاجرين والمهتمين بثقافات الجاليات المقيمة في السويد الداعية الى اعادة النظر بالقرار، الا ان القرار نفذ ولم يتراجع عنه، فتولت مديرة التحرير الصحافية بولين بولدت من اصل فنلندي مهمة الاستمرار باصدارها، وأصرت على تحمل مسؤوليتها كلسان حال لكل المهاجرين في السويد، وتمكنت من الحصول على وراثتها والدعم الحكومي السنوي للمطبوعات والاسناد الشعبي، وخاصة من الاتحادات والجمعيات للجاليات المهاجرة، وكذلك من المعاهد والمدارس التي تضم في صفوفها ابناء الجاليات المهاجرة، والمكتبات العامة، والمؤسسات التي تهتم بثقافات المهاجرين ولغاتهم. وهكذا تواصلت "سمسم" ناطقة باسم المهاجرين بالسويد، واختارت الاسم هذا لوجوده في لغات عدة بنفس اللفظ والمعنى، اضافة الى الامثال حوله الموجودة في معظم اللغات بفروق قليلة في اللفظ احيانا، وطورت في مواضيعها ومادتها الصحافية وشكلها الطباعي واخراجها ومعالجاتها للقضايا اليومية المثارة حول المهاجرين، وسياسة الهجرة، واختلاف الثقافات والتقاليد والتعددية الثقافية والدينية والاجتماعية. تصدر "سمسم" اسبوعياً ب14000 نسخة، منذ بداية هذا العام، ويعمل فيها اضافة الى رئيس تحريرها وصاحبتها بولين بولدت، عدد من الصحافيين المهتمين بشؤون المهاجرين، والمطلعين على اوضاعهم ومتاعبهم في التعايش والتكيف والاندماج بالمجتمع السويدي الجديد. تعالج الصحيفة في كل عدد، في افتتاحية رئيس التحرير مواضيع تخص شأن المهاجرين والسلطات التي تتعامل معهم، وترد على ما ينشر في الصحافة اليومية من مقالات او تحقيقات معينة لا تراعي اوضاع المهاجرين او اللاجئين، وتحاول التشويه او ابراز السلبيات فقط من حياة المهاجرين في البلاد، كما تستضيف في كل عدد كاتباً من اصل مهاجر يكتب فيما يتعلق بقضاياه، ومن زاويته التي يحاول ان يبديها ايجابية في الطرح والمعالجة. وتكتب تحقيقات تبرز فيها وجوه المهاجرين الثقافية والنشيطة في مجالاتها العلمية والأدبية والمهنية والاجتماعية، والتعريف بها وتسليط الاضواء عليها كصور واقعية عن قطاعات واسعة من المهاجرين للسويد، والتي تسعى لتقديم افضل ما لديها لتطوير نفسها والمجتمع الذي ييسر لها امكانات العيش والحياة الحرة الكريمة. وتفرد في كل عدد باباً للاستفسارات القانونية والمعلومات المفيدة لكل مهاجر، جديد او مقيم او حاصل على الجنسية، وكذلك متابعة الاخبار البارزة في البلد، والعالم وتحاول في كل موضوع تناول القضايا التي تهم شؤون المهاجرين والجاليات المقيمة. استطاعت "سمسم" وخلال الفترة المنصرمة ان تتحول واقعياً الى لسان حال المهاجرين بالسويد وتعبر عن اهتماماتهم ومعاناتهم وصراعاتهم في المجتمع السويدي، وتقوم بتوعية المجتمع بقضايا المهاجرين ومشاكلهم وثقافاتهم واختلافاتهم والمشترك بينهم الذي يسهم ببناء الجسور الثقافية والحضارية بين ابناء الجاليات المهاجرة/ الأقليات الجديدة وابناء المجتمع السويدي، بشكل عام، في وطنهم الجديد.