دعت شركة انتل أخيراً عدداً من الصحافيين الى مقرها الاوروبي قرب ميونيخ في المانيا لتكشف لهم عن تطوير منظومة شرائح chipset جديدة تتميز بتسريع الاداء العام لاجهزة الكومبيوتر بشكل كبير. وكانت جماعة انتل متحمسة جداً لهذه المنظومة التي، حسب رأيهم، ستؤسس لكومبيوتر المستقبل الذي يعمل بسرعات فائقة. وقام خبراء الشركة بشرح ما تحتويه المنظومة بالتفصيل وبعرض نتائج الاختبارات التي اجروها عليها والتي كانت فعلاً مدهشة. وطلبت الشركة منا توقيع تعهد بألا ننشر خبر هذه المنظومة قبل تاريخ الاثنين 27 ايلول 1999 لأنه اليوم الذي ستطلقها انتل رسمياً. مشاكل كلفة إلا أنه ظهر في ما بعد ان توقيع هذا التعهد لم يعد له كبير معنى لأنه قبل حلول هذا التاريخ بأيام قليلة ظهرت مشاكل بين انتل ومصنعي اجهزة الكومبيوتر حول هذا المنتج الجديد الذي اطلقت عليه اسم منظومة 820. فمن بين التقنيات الجديدة التي تستخدمها هذه المنظومة، هناك تقنية لذاكرة رام اسمها رامبوس Rumbus تتطلب شرائح ذاكرة جديدة من نوع RDRAM. الا ان مصنعي اجهزة الكومبيوتر لم يتحمسوا ابداً لهذه التقنية واظهروا بوضوح رغبتهم في البقاء على التقنية السابقة الارخص سعراً والتي تستخدم شرائح ذاكرة SDRAM. والحال ان نظاماً مزوداً بمنظومة 820 و128 ميغابايت من ذاكرة رامبوس بسرعة 800 ميغاهيرتز تأتي هذه الذاكرة بثلاث سرعات 600، 700، و800 ميغاهيرتز سيسجل ارتفاعاً في الكلفة بمقدار 300 دولار مقارنة بكلفة المنظومة التقليدية، مما يعني ان سعر النظام للمستخدم النهائي سيرتفع بمقدار 500 دولار تقريباً. فإذا اعتمد المصنعون المنظومة الجديدة يكون من المرجح ان يختاروا شرائح ذاكرة من النوع الاقل سرعة للتوفير في الكلفة. وواجهت منظومة 820 من جراء ذلك انخفاضاً ملحوظاً في الطلب وظهرت شائعة تقول ان انتل قررت خفض كمية انتاجها. فكانت الشركة توقعت ان انتاج هذه المنظومة سيبلغ بين 20 و25 في المئة من اجمالي المنظومات التي تصنعها، إلا أنه يبدو انها خفضت هذه التوقعات الى 5 في المئة فقط. وليست هذه المرة الاولى التي تصحح فيها انتل خطط تصنيع منظومة 820 بسبب محاولتها المحافظة على التوازن بين اهدافها هي في ما يتعلق بمستقبل الكومبيوتر الشخصي وبين ما تطلبه الشركات التي تصنع هذه الاجهزة. وفي خطوة سابقة في شهر شباط الماضي، قررت انتل تأجيل طرح منظومة 820 ثلاثة اشهر من حزيران الى ايلول وتلبية طلب مصنعي اجهزة الكومبيوتر استخدام شرائح ذاكرة رام التقليدية التي زادت من سرعتها قليلاً بدلاً من القفز مباشرة الى تقنية رامبوس التي تعتبرها تقنية ضرورية تمكّن الكومبيوترات من دعم معالجات الجيل الجديد السريعة. مشاكل تقنية الا ان متاعب انتل مع منظومة 820 الجديدة لم تنته فصولاً. فقبل موعد طرح الاجهزة المزودة بهذه المنظومة بأربعة ايام، ظهرت مشكلة جديدة في ذاكرة رامبوس قد تؤجل طرح هذه الاجهزة اشهراً عدة وتدفع بمصنعيها الى رمي اجزاء مهمة منها واعادة بناء اللوحة المنطقية او تسويقها بخطأها. ويبدو ان العديد من المصنعين اعتمد المنظومة 820 مع ذاكرة رامبوس رغم ارتفاع سعرها اذ ان احد محللي صناعة الكومبيوتر قدر ان مئات الآلاف من اجهزة الكومبيوتر تواجه الخطأ الذي ظهر في الذاكرة. ويبدو ان الحل المؤقت الذي اعتمدته انتل هو الحد من حجم الذاكرة القصوى التي تدعمها تقنية رامبوس وهي غيغابايت واحد وخفضها الى 512 ميغابايت. والظاهر ان المشكلة نتجت عن حجم الذاكرة التي يمكن للنظام استخدامها. فقد تم بناء اللوحات المنطقية في هذه الانظمة بحيث تحتوي ثلاثة منافذ لشرائح الذاكرة الا ان انتل قررت ان على هذه الانظمة الا تحتوي إلا منفذين. فوجود المنفذ الثالث قد يؤدي الى ضياع البيانات خلال نقلها بين الذاكرة والمعالج، وبالتالي نبهت انتل المصنعين ان المنفذ الثالث يبقى مصدر مشاكل حتى لو كان خالياً، أي لا يحمل شريحة ذاكرة. والنتيجة ان الاقتصار على منفذين للذاكرة يحد من حجمها ولا يمكن للأجهزة المزودة بها استخدام اكثر من 512 ميغابايت مع الشرائح المتوافرة حالياً بدلاً من 768 ميغابايت كما كان مقرراً. وقبل يوم واحد من الموعد المحدد لإطلاق المنظومة الجديدة اعلنت انتل انها ارجأت طرحها الى اجل غير مسمى وستسعى خلال هذه الفترة لاكتشاف مصدر الخطأ في الذاكرة وتصحيحه. وبالطبع قرر العديد من مصنعي اجهزة الكومبيوتر بدورهم ارجاء طرح أجهزتهم المزودة بمنظومة 820. فعلى سبيل المثال، كانت شركة كومباك قررت اعلان دعمها للمنظومة الجديدة في يوم 27 ايلول نفسه وطرح اجهزة مزودة بها خلال تشرين الاول اكتوبر. مواصفات المنظومة 820 في كل الاحوال، تبقى منظومة 820 نظرياً تقنية متطورة تسمح بتسريع اجهزة الكومبيوتر بشكل كبير. ففضلاً عن دعمها تقنية رامبوس السريعة لذاكرة رام، تتميز المنظومة بتوفيرها باص نقل بسرعة تبلغ 133 ميغاهيرتز ودعمها لمقاييس جديدة لبطاقات العرض وادارة وحدات التخزين. ويوفر الباص الجديد سرعة نقل تبلغ غيغابايت واحدة في الثانية بين المعالج وذاكرة رام ومنفذ العرض بينما لم تكن تتعدى هذه السرعة في المنظومة السابقة منظومة 440 بي.اكس. بسرعة 100 ميغاهيرتز 800 ميغابايت في الثانية. أما المقياس الجديد الذي يدعمه منفذ العرض فهو AGP 4X اي اربعة اضعاف مقياس AGP العادي. ويوفر هذا المنفذ سرعة نقل بيانات تبلغ غيغابايت واحدة في الثانية مقارنة بالمنفذ العادي الذي كان يوفر 264 ميغابايت في الثانية ومنفذ PCI الذي لا تزال تستخدمه بعض اللوحات المنطقية لبطاقات العرض والذي لا تتعدى سرعته 132 ميغابايت في الثانية. وفي ما يتعلق بدارة التحكم بوحدات التخزين القرص الثابت اساساً فتدعم المنظومة دارة ATA66 التي يمكنها نقل البيانات بسرعة 66 ميغابايت في الثانية اي ضعف سرعة دارة ATA33 التي تدعمها منظومة 440 بي.اكس.