أكد مصدر في مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في بيروت ل"الحياة" ان ثلاث دول غربية هي الولاياتالمتحدة الأميركية وكندا والدانمارك أبدت استعدادها لاستيعاب نحو 1500 لاجئ يعيشون في لبنان منذ سنوات. وكشف ان المفوضية أعلمت السلطات اللبنانية المختصة، ولا سيما منها المديرية العامة للأمن العام برغبة هذه الدول في استقبال 1500 من اصل نحو 3900 يشكلون مجموعة من اللاجئين وفدوا الى لبنان قبل سنوات، بعدما تركوا دولهم اما هرباً من حرب او معارضة لنظام حاكم، ويعيشون حياة صعبة في لبنان، وتساعدهم المفوضية في التغلب على بعض ظروفها. وأكد المصدر ان مدير مكتب المفوضية في بيروت رفيق السعيدي على اتصال بالمدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد وبمسؤولي شؤون اللاجئين في المديرية. ولم يحدد موعد وصول بعثة تمثل الدول الراغبة في استيعاب اللاجئين الى بيروت، مشيراً الى وجود عدد آخر من اللاجئين وصلوا الى بيروت في صورة غير شرعية، وموضحاً ان "لا إحصاءات حتى الآن لعددهم وهم في معظمهم عراقيون وسودانيون وصوماليون وأثيوبيون وأكراد". وأوضح المصدر "ان البعثة التي تمثل الدول الراغبة في استقبال اللاجئين ستعقد اجتماعات مع المفوضية المعنية بتدبير شؤونهم الى جانب مسؤولين عن المديرية العامة للأمن العام، لدرس ملفاتهم تمهيداً لاختيار المشمولين بقرار الاستيعاب". وتابع "ان مهمة مكتب المفوضية في بيروت مراقبة حركة النزوح الى لبنان، وأن لديها برنامجاً سنوياً لاستيعاب اللاجئين بالتعاون مع الدول الغربية التي تبدي استعدادها لذلك". وكشف "ان حصة لبنان هذا العام كبيرة قياساً الى الذين تم استيعابهم العام الماضي". وفي المقابل، اكد مصدر رسمي لبناني ل"الحياة" ان "لا إحصاءات رسمية لعدد اللاجئين نظراً الى ان بعضهم يدخلون لبنان خلسة وفي صورة غير شرعية، وأن الذين أُحصوا حتى الآن والمسجلين لدى الأمن العام ويحملون اوراقاً ثبوتية قانونية يقترب عددهم من اربعة آلاف". ولفت الى "ان لبنان غير المعني بمعاهدة الأممالمتحدة للاجئين، اضطر الى استقبال لاجئين كانوا دخلوه بحسب الأصول، وأن مكتب المفوضية تسلم طلباتهم ويقدم المساعدات العاجلة اليهم، على امل تسفيرهم الى الدول الراغبة في استقبالهم". وأضاف "ان القسم الأكبر من هؤلاء اللاجئين ينتظرون سنوات ريثما يسفّرون الى دول مستعدة لاستقبالهم، بحجة حاجتها الى يد عاملة اجنبية وفي مقدورها توفير العمل لهم". وعزا السبب الرئيسي لعدم توقيع لبنان معاهدة الأممالمتحدة للاجئين الى "ان للبلد وضعاً خاصاً، اذ يقيم فيه عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين الذين تشرف على شؤونهم "وكالة غوث اللاجئين" اونروا"، نافياً "ان يكون هناك فلسطينيون بين الذين تبدي الدول الثلاث رغبة في استقبالهم"، ومؤكداً "ان هذا الوضع الخاص يرتب على الأممالمتحدة مساعدة لبنان وعدم تحميله وزر لاجئين جدد".