سانتياغو دي كوبا كوبا - رويترز - استرجع الكوبيون في المدينة المعروفة بأنها مهد الثورة ذكريات انتصارات قوات فيديل كاسترو قبل أربعة عقود. استضافت سانتياغو دي كوباالمدينة التي تقع وسط جبال سييرّا ميسترا الخضراء الجمعة الاحتفال الرئيسي بالذكرى السنوية الاربعين للثورة عام 1959 التي قادها كاسترو. واطاحت الثورة الديكتاتور اليميني فولغينشيو باتيستا وبدأت عقوداً من الاصلاحات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الطموحة في اطار الحكم الشيوعي الجديد للجزيرة. وتذكر السكان الكبار في السن مشاعرهم عندما اجتاح كاسترو وقواته المدينة من الجبال في الاول من كانون الثاني يناير 1959 وفرار باتيستا من هافانا في الليلة السابقة. قال الاديو مونتويا كابريرا 78 عاماً بعينين دامعتين وصوت مرتعش: "كان رائعاً". كان يعمل في ذلك الوقت بستانيا وتذكر الثوار الملتحين الذين يرتدون زياً بلون الزيتون الأخضر يتقدمون منتصرين في شوارع سانتياغو الرئيسية باتجاه وسط المدينة. وقال مونتويا: "احتشد الشعب خلفهم مردداً يحيا فيديل وتحيا الثورة. لم يتحخف أحد... النساء والاطفال، الجميع خرج إلى الشوارع". وقال ايفانغوليو ساندوفال الذي دخل سانتياغو مع قوات الثورة: "كيف لا اتذكر. كانت تجربة جميلة...". وأضاف كثيرون من قدامى المحاربين في سانتياغو يعتبرون هذا أهم يوم في حياتهم ويشيدون بالتغييرات التي جاءت بها الثورة إلى كوبا. ويقول دييغو اشيفاريا بيريز 79 عاماً: "قبل ذلك كان هناك ارهاب كثير، وكان الاغنياء وأصحاب النفوذ يهينون الفقراء". وتذكروا كيف اندمج الثوار في الاول من كانون الثاني 1959 بالمدنيين المؤيدين للثورة الذين عرضوا اربطة الرأس ذات اللونين الاحمر والاسود المحظورة وترمز إلى حركة كاسترو في 26 تموز يوليو. وتجمعت الحشود في ما بعد في ساحة كارلوس مانويل دي سيسبيدس في وسط المدينة حيث ادلى كاسترو الذي كان في الثانية والثلاثين في ذلك الوقت بأول خطاب له معلناً انتصار الثورة. وكان معظم سكان سانتياغو يرونه للمرة الأولى منذ أن شن حرب عصابات استمرت عامين من جبال سييرا ميسترا. وقال كاسترو لمستمعيه من شرفة رئاسة المدينة "الثورة بدأت لتوها. ولن تكون سهلة. ستكون مهمة صعبة محفوفة بالمخاطر". وعاد الزعيم الكوبي البالغ الآن 72 عاماً إلى الموقع نفسه للادلاء بخطاب. وفي خطابه بعد اربعين عاماً اعاد إلى الاذهان ذكري خطابه الاول بقوله: "بالنسبة إلى الأجيال الجديدة. الثورة تبدأ لتوها. سنقاتل من أجل شعبنا وانسانيتنا. معركة اليوم صعبة وقاسية".