أصاب الوجع صدر أمي فتوقفت عن ارضاعي. تختفي حين يأتي موعودها. أحبو في البيت باحثا عنها، من حجرة الى أخرى، منقبا في الاماكن التي اعتادت ان تجلس بها. المرأة الشريرة - من الجيران - التي تأتي لتساعد أمي بالنهار ترمى في طريقي بلعب وكراكيب لتشغلني، أتوقف لحظة امامها، ثم أدور حولها مبتعداً. السرير الذي انام فيه مع امي مرتفع، أتسلق الكنبة الواطئة المجاورة له، وأستطيع بذلك أن أرى سطح السرير واللحاف مكوما في ركن منه. تشير المرأة التي تتبعني وهي تضحك الى تحت السرير، أتردد قليلا، وانزل من فوق الكنبة، أحبو الى حيث تشير، وأجد المكان خاليا، لا شيء سوى الصندوق الكبير المغلق الذي رأيته كثيرا من قبل، تعلو ضحكتها ورائي، وأعود الى تجوالي في البيت، أتوقف امام باب حجرة مغلق اكون مررت به ولم يلفت انتباهي. اتربع صامتا. أهو هاجس؟ أم أنني سمعت ما يشي بوجودها في الداخل؟ لا استجيب للمحاولات التي تبذلها المرأة لسحبي بعيدا عن الباب المغلق. حين تمد يديها لتنتزعني انطلق في الصراخ محاولا التملص من قبضتها. لا يتوقف صراخي وقد بدأت الفظ كل ما يقدمونه لي. لبن الجاموس. كراوية. ينسون. تحملني المرأة الى الخارج تهدهدني وتربت على ظهري. كانوا خلال ذلك يبحثون عن امرأة ولدت حديثا، تسمح ظروفها بإرضاعي. عثروا على ثلاث. كن هزيلات خلَّفت الولادة صفرة على وجوههن، ولم تزايلهن رغم مرور شهور طويلة. كان اللبن شحيحا بصدروهن، يأتين دائما عقب ارضاع اولادهن فلا اجد سوى قطرات قليلة، ويعلو صراخي. وجاءوا بها اخيرا. امراة ضخمة عريضة الكتفين، عثروا عليها بالجانب الآخر من البلدة، تلبس جلبابا أسود وتعصب رأسها بالطرحة. صدرها الخصب يسترخي في تثاقل على بطنها. ولدت ستة، وكان الأخير على ذراعها، يصغرني بشهر، غير أنه ضعف حجمي، أعدّوا لها فرشة بالحوش، واتفقوا معها على عدد المرات في اليوم، واكدوا على رضعة الصباح الباكر، ورضعة العشاء قبل النوم. تتربع على الفرشة ويأتونها بالطعام. لا تخلو الوجبة من العسل الأسود والحلاوة الطحينية، وأكون في نهاية الحوش انتظر أن تنتهي، ويكون ابنها على فخذها، تبل طرف اصبعها بالعسل وتضعه في فمه، يمتصه في نهم، بعدها تزيح الطرحة الى ظهرها وتفتح صدر جلبابها، ويحملوني اليها. في البداية نفرت في شدة، احتوتني بذراعها وقربتني من ثديها الفظ الحلمة صارخا. تهدهدني بطريقة عجيبة لم اتعودها. هزات عنيفة متتالية من فخذها وتؤرجحني وتقذفني إلى أعلى وتتلقاني المرة بعد الاخرى، ثم تعيد ثديها الى فمي، اشهق واستكين. كان ابنها بعيدا يلعب بالاطباق الفارغة، ويلعق ما التصق بها من بقايا طعام، لم يلحظني أول الأمر، ثم التفت ورآني هناك، وكأنما رأي عجبا، يحدق ساكنا محاولا ان يستوعب ما يحدث، فجأة أخذ يضحك ويخبط الاطباق ببعضها ببعض في ضجة، ويتمرغ من شدة الضحك حتى أنني لفظت الثدي واستدرت أنظر اليه. اعتدل مزمجرا واعتلى فخذ أمه الآخر ورفسني. كدت أهوي، لكنها على ما يبدو كانت تنتظر حركته، ومدت ذراعها ورائي تردني. القمته ثديها الثاني، امسكه بيديه وشب بجذعه مستندا الى ركبتيه، يرمقني بجانب عينه، ويراني أعود إلى الثدي، رمى بنسفه فوقي وافلح في ازاحتي واستمر في دفعي ليلقيني عن فخذها تشبثت بصدر جلبابها محاولا استعادة موقعي، وكان قد مال برأسه واحتل الثدي الذي كنت ارضعه، حاولت مرة وأخرى دفعه بعيدا، غير أنه لم يتزحزح، ولمحت الثدي الآخر والقطرات الممتلئة تتساقط منه فهرعت اليه. ما أن رآني أمسكت به حتى استدار ينهش وجهي بيديه، فكّت أمه الاشتباك، وراحت تهدهدنا على ذراعيها فهدأنا، وأعطت كلا منا ثديا، وضمتنا الى بطنها الضخم، ولمحته مقبلا على ثديه في نهم وكأنه في سباق معي. يقولون: انني كنت عاقلا، اتلقي ضرباته ورفساته بلا صراخ، ولا أرد عليها بالمثل. حين أراها تربعت على الفرشة أترك ما بيدي وأحبو اليها سريعا، ويكون ابنها بعيدا يلعب بما عثر عليه من أشيائي، يرمقني متوقفا عن اللعب، وحين أصل اليها اجده سبقني واحتل مكانا على فخذها. أحيانا يقطع علىَّ الطريق، ينظر متحفزا، واتمهل أبادله النظرات. يهز مؤخرته العارية جذلا، ويحبو في تثاقل مسددا رأسه الى جنبي، ويكون هناك دائماً من ينقذني منه. شفي صدر أمي أخيرا. وكفت المرأة عن المجئ. أحيانا تكون بجوارنا وتمر علينا، وأراها تربعت على الفرشة، تزيح الطرحة إلى ظهرها وتفتح صدر جلبابها وتصفق بيديها، وتكون أمي ارضعتني منذ قليل، غير أنني اهرع إليها وأتسلق فخذها، فتلقمني ثديها. * كاتب مصري.