أبدى مصرفيون سعوديون استعداداً لدرس أي خطوات تطويرية لأعمال مصارفهم بما في ذلك عمليات الدمج مع مصارف أخرى اذا كانت تصب في صالح الاقتصاد السعودي. وحضوا مؤسسة النقد العربي السعودي على درس نتائج "دمج المصارف" وانعكاساتها على الاقتصاد الوطني والوظائف. وقال المدير العام لشركة "الراجحي المصرفية للاستثمار" عبدالله سليمان الراجحي: "لا نية لدينا حاليا للاندماج مع أي مصرف آخر، ولا عروض محددة لدينا لكننا سندرس كل ما يصب في مصلحة الشركة والمساهمين والاقتصاد السعودي في حال طُرحت مثل هذه الافكار". وأشار الى ان التحديات المقبلة على الصعيد المصرفي كبيرة لجهة العولمة، أو لجهة السماح لمصارف خليجية بفتح فروع لها في دول الخليج. وحض الراجحي المؤسسات المصرفية السعودية على تقوية مراكزها بين اللاعبين الموجودين في العالم "إما عن طريق التطوير والنمو المستمر، او بالاندماج الذي يجب ان يكون لهدف ينعكس على الاداء العام". واعتبر الراجحي اندماج "البنك السعودي - الاميركي" مع "البنك السعودي المتحد" اضافة قوية الى النظام المصرفي السعودي وحافزاً للمصارف الباقية لتطوير اعمالها، والحفاظ على مراكزها في السوق. وقال المدير العام ل "البنك السعودي للاستثمار" سعود الصالح: "ان دمج البنك السعودي الاميركي مع البنك السعودي المتحد خطوة ايجابية وفي مصلحة الاقتصاد الوطني بصفة عامة"، مؤكداً على ان ذلك لن يؤثر ايجاباً على القطاع المصرفي في السعودية وسيكون عاملاً قوي يعده للمرحلة المقبلة في ظل الانضمام الى منظمة التجارة الدولية". واشار الى انه لا يتوقع ان تكون هناك عمليات دمج اخرى بين مصارف سعودية أخرى قريباً "نظراً لأن المصارف السعودية العشرة الموجودة حاليا تقوم بدورها بشكل مناسب في السوق المصرفية السعودية من حيث الدعم والاقراض وغيرها من العمليات المصرفية الاخرى". ونفى الصالح ان تكون لدى "البنك السعودي للاستثمار" أية نية للاندماج مع مصرف آخر في السعودية. مؤكداً على ان السوق المصرفية السعودية من اكبر الاسواق في الشرق الاوسط. ودعا الرئيس السابق ل "بنك الجزيرة السعودي" سلطان بن صالح بن سلطان مؤسسة النقد العربي السعودي الى درس موضوع اندماج المصارف وآثاره على الاقتصاد الوطني. وقال تعليقاً على اندماج "البنك السعودي الاميركي" مع "البنك السعودي المتحد": "أنا أبارك ذلك لكن التأني والتفكير الطويل في مثل هذه الاشياء مهم جداً ولا بد من ان تكون هناك أمور محلية تستوجب دمج المصارف وليس لمجرد تقليد ما يحدث في اميركا لان ما يصلح للآخرين ليس بالضرورة يصلح لنا في السعودية والخليج". واضاف: "ان للمصارف مهاماً كثيرة لخدمة الوطن والمواطن وليس حاملي الاسهم او المالكين او لتحقيق الربح فقط... انا اتساءل هل تقليص عدد المصارف في مصلحة البلد وهل هذا لا يؤدي الى الاحتكار!"، لافتاً إلى أن الاندماج "سيؤدي الى تصفية ما بين 20 و30 في المئة من الموظفين". وقال: "قد يكون الاندماج في مجال المصانع وشركات المقاولات والشركات الزراعية اكثر فائدة لأنه ينعكس على نشاطات هذه المؤسسات وربحيتها وادائها... اما في مجال المصارف فإنني اهيب بمؤسسة النقد ان تدرس كل الآثار المترتبة على الاندماج من ناحية الاستغناء عن العمالة وتقليص عدد المصارف وعدم تغير الخدمات والاحتكار، خصوصاً ان الاندماج الاخير كان بين مصرفين كبيرين ناجحين يحققان ارباحاً جيدة ويرأسهما رجلان مشهود لهما بالكفاءة والخبرة هما عبدالعزيز القصيبي والأميرالوليد بن طلال. ولا بد من وضع معايير للاندماج وعدم ترك الباب على مصراعيه لأمور قد لا تكون في مصلحة الوطن والمواطن". ورحب رئيس مجلس ادارة "البنك السعودي البريطاني" عبدالله الحقيل بالاندماج الاخير وقال: "إنه ميلاد كبير وقوة كبيرة للقطاع المصرفي يزيد من قوة الاقتصاد السعودي، خصوصاً ونحن مقبلين على العولمة". واضاف: "ان الاندماج ظاهرة دولية للعمل على تقليل النفقات وزيادة الربحية والتغلب على كثير من المشاكل وتركيز الكفاءات". وأوضح ان العملية ستخلق منافسة كبيرة بين المصارف على تقديم خدمات افضل وتطوير ادائها وكل هذا يصب في مصلحة القطاع المصرفي. وعن امكانية اندماج "البنك السعودي البريطاني" مع مصارف أخرى قال الحقيل: "إن التوجه موجود اذا وجدت الظروف الملائمة وأولها تلاقي المصالح ومناسبة الظروف".