صيف ايطاليا الثقافي تصدّره نشاط فرانكو زفِريللي 75 عاماً من خلال فيلمه الذي سينزل الى الصالات بعد اشهر. الفيلم، "شاي مع موسوليني"، يرتكز الى ذكريات المخرج عن سنوات الحرب العالمية الثانية والسنوات التي سبقتها بقليل، حين كان المخرج الفلورنسي شاباً غير شرعي، بلا أم. الفيلم تحية لمجموعة نساء بريطانيات غريبات الأطوار تبنينه عملياً، محاولاتٍ الحفاظ على سلوكهن المتمدن، وكذلك على كنوز فلورنسا، فيما الحرب تقترب منهن وتحاصرنهن. والنسوة هؤلاء، وتلعب ماغي سميث وجودي دنش دور ابرزهن، كن مجنونات بالفن، بقدر ما كن بريئات في السياسة: "لماذا لا ينبغي لموسوليني ان يحظى بامبراطورية؟"، سألت واحدتهن، لتجيب نفسها: "الناس الأفضل في أوروبا يملكون امبراطوريات". على أية حال، ففي المقابلات التي أجريت معه حول الفيلم، اعتبر زفِريللي ان النسوة البريطانيات كن جزءاً من طفولته في المدينة بقدر ما كان دانتي وبوتشيللي ودومو. ويضيف المخرج الايطالي: "قصة السيدات المسنّات هؤلاء قصةٌ رغبت طوال عمري ان انفّذها". فقد راودته الفكرة في الخمسينات، الا انه هجرها ولم يعد اليها الا في 1986، يوم كتب سيرته الذاتية حيث تناولهن: "حتى اللواتي منهن عشن الى الأبد في فلورنسا، لم يتعلمن الايطالية. لقد عشن في عالمهن الخاص". الفيلم هو ايضاً تحية لبعض الممثلات الانكليزيات والأميركيات الكبيرات اللواتي مثلن في افلام زفريللي من قبل، وكان المخرج الايطالي قد بدأ حياته الفنية على خشبة المسرح البريطاني، ثم كان بعض افلامه الاهم بريطانياً بمعنى ما، ك "روميو وجولييت" الشكسبيرية. أما موسوليني الذي كانت تباهت احدى نساء الفيلم بالقدوم الى روما كي تحتسي الشاي معه، فبقي تفصيلاً وذريعة لحياة النساء اللواتي قالت احداهن: "نحن ثلاث نسوة غريبات الاطوار، نحن نضحك كثيراً، ونتذمر من وطأة الحرارة، وهذا ما سوف نبقى نتذكره حين ينتهي أمر الحرب كله".