عبّر أمس الصحافي المصري رأفت يحيى لپ"الحياة" عن "الصدمة والذهول" للعاصفة التي أثارتها حوله صحيفة "حريت" التركية عندما أكدت ان الشرطة تبحث عنه للاشتباه بكونه من أعضاء تنظيم اسامة بن لادن، الذي تحمله الدوائر الأميركية مسؤولية نسف سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام. وأكد انه لم يسمع من أية جهة أمنية تركية، واعتبر ان اتهامه بالانتماء الى حركة ارهابية يشكل "قذفاً" بحقه، و"أشعر انه سيؤثر في حياتي العملية لفترة طويلة". وأوضح الصحافي المصري انه كان في فندق في انقرة الجمعة الماضي عندما فوجئ صباحاً بصورته على الصفحة الأولى من "حريت"، الصحيفة الأوسع انتشاراً في تركيا، والنبأ عن بحث الشرطة التركية عنه. وأضافت الصحيفة انه دخل تركيا قبل ايام من الهجوم على السفارتين، وان مهمته، "قبل اختفائه" كما قالت الصحيفة، كانت استكشاف وتصوير المرافق المدنية والعسكرية الأميركية في أنقرةواسطنبول. وقال: "انتظرت قدوم الشرطة الى التاسعة والنصف صباحاً، وإذ لم يأتِ أحد قررت ان الأفضل الذهاب الى القنصلية المصرية وانتظار التطورات هناك". وسبق للصحافي يحيى ان عمل مراسلاً لصحف عربية مثل "الحياة" و"الشرق الأوسط" وتلفزيون "أم بي سي". وهو حالياً مراسل شؤون جنوب ووسط آسيا لپ"قناة الجزيرة" القطرية. ويرتبط مجيئه الى تركيا بعزم القناة على افتتاح مكتب دائم في اسطنبول. ورغم ان "حريت" نشرت السبت الماضي مقابلة قصيرة أجاب فيها على التهم المزعومة فقد اعتبر ان ذلك لا يكفي، مؤكداً ان القناة تستعد لتقديم شكوى قضائية ضد "حريت". وذكر انه يعرف تركيا جيداً، وكان زارها في مارس آذار حين قابل باسم برنامج "قضايا" في "قناة الجزيرة" عدداً من كبار المسؤولين من بينهم وزير الدفاع عصمت سيزغين. وبث البرنامج المقابلات في نيسان ابريل. وعاد الى انقرة في تموز يوليو لافتتاح المكتب، وحصل على بطاقة صحافية موقتة من المديرية العامة للصحافة والاعلام التركية. ثم ذهب الى اسطنبول للحصول على اذن اقامة وعمل. وعندما اخبرته السلطات ان الاجراءات تستغرق بعض الوقت، قرر العودة الى اسلام آباد حيث كان يعد برنامجاً عن قضية كشمير. وأضاف: "جئت الى انقرة الاربعاء لمواصلة المراجعة في شأن المكتب لاستيقظ الجمعة على تقرير حريت". وعن ادعاء الصحيفة أنه صور منشآت اميركية، قال إنه لا يعرف حتى مكان هذه المنشآت. "وإذا افترضنا انني صورت تلك الأمكنة، أين كانت أجهزتها الأمنية وقتها؟". وذكر ان مسؤولي القنصلية المصرية في انقرة اتصلوا بالشرطة للاستفسار عن المطلوب منه، وان الشرطة قد تطلب مقابلته "في أي وقت". ورغم ان عدداً من الصحف اتصل به منذ الجمعة، فإن الشرطة لم تفعل ذلك حتى الآن.