لم تظهر بعد الاحصاءات الخاصة بأعداد السياح الخليجيين الذين زاروا الاردن السنة الجارية لكن المواطنين الاردنيين لا يحتاجون الى احصاءات ليعرفوا ان عددهم يزيد السنة الجارية عما كان عليه العام الماضي والذي بلغ 569 الف زائر مقابل 547 الفاً عام 1996. والزائر للشطر الغربي من العاصمة عمان او المقيم فيه سيلاحظ حجم الوجود الخليجي الكثيف من خلال الحافلات الصغيرة الحديثة من نوع "سوبربان" او غيرها والتي تقل السياح وعائلاتهم يطوفون بها الشوارع العريضة لعمان الغربية بحثاً عن شقق للايجار. وابرز ما يميز السياح الخليجيين عن العرب الآخرين او السياح الاوروبيين او غيرهم هو تحبيذهم النزول في الشقق المفروشة حيث يمكنهم الاقامة مع عائلاتهم بحرية اكبر وتحضير طعامهم الذي لا يتردد بعضهم في احضاره معه من المملكة العربية السعودية او الكويت او دولة الامارات العربية المتحدة او قطر. وان كان السياح من الدول الاخرى يحضرون الى الاردن من اجل التمتع بمعالمه الاثرية مثل البتراء او جرش او حتى المواقع السياحية في العاصمة عمان، مثل المدرج الروماني او جبل القلعة او سبيل الحوريات في وسط عمان فان غالبية السياح الخليجيين تأتي الى عمان تحديداً، والمنطقة الغربية في صورة خاصة للتمتع بالصيف المعتدل الجميل الجاف الذي قد يميل الى البرودة النسبية في الصيف، والاستعاضة به عن الحرّ الشديد الذي يرتفع الى درجات تصل الى خمسين درجة مئوية في بعض دول الخليج، فالسائح الخليجي الهارب من الحرّ اللاهب يبحث عن الطقس المعتدل الجاف اولاً، وتأتي بعد ذلك المتع الاخرى مثل التسوّق وزيارة الاماكن الاثرية وغيرها. هذه الظاهر دفعت سكان المنطقة الغربية من عمان الى تحويل عمارات بأكملها الى مجمعات للشقق المفروشة، وعمد آخرون الى تأجير الشقق المفردة هنا او هناك من مناطق غربي عمان والتي اصبحت الحافلات الصغيرة الحديثة المصطفة امام بيوتها منظراً مألوفاً يقيم الدليل على ان المكان موضع نزول سياح خليجيين فيه. ولكن ليس كل من أتى الى الاردن من دول مجلس التعاون الخليجي جاء للتمتع بالطقس الجميل للعاصمة الاردنية فهناك من جاء لحضور بعض فاعليات مهرجان جرش الذي يقام في شهر تموز يوليو من كل عام في مدينة جرش التاريخية القريبة من عمان. وشارك في هذه الفاعليات نجوم الغناء والطرب العربي، الى جانب فرق اخرى يأتي بعضها من اوروبا وبعضها الآخر يأتي من اماكن في أقاصي الارض مثل تشيلي والارجنتين، كما تضمنت الفاعليات ندوات ثقافية وحلقات نقاشية أدبية وأمسيات شعرية شارك فيها بعض كبار الشعراء من انحاء العالم العربي كافة. ولأول مرة منذ سنوات عاد السياح الكويتيون في صورة خاصة وبكثافة كبيرة بسياراتهم الفارهة او بالحافلات التي لا تقلّ أناقة وحداثة. وكثيراً ما يحلّ بعض هؤلاء ضيوفاً على اصدقاء لهم كانوا يعيشون في الخليج لا سيما في الكويت قبل اجتياحها. وعلى رغم ذلك هناك زوار كويتيون لم يأتوا الى عمان لأي سبب من الاسباب المذكورة سابقاً فقد جاء هؤلاء للقاء أقارب وأصدقاء لهم من العراقيين بعدما عزّ اللقاء بهم في أي مكان من الكويت او بغداد لتتحول عمان الى المكان البديل للقاء.