باريس - أ ف ب - قبل اربعين عاما، وبالتحديد في 24 آب اغسطس 1958، باشر الجنرال شارل ديغول في برازافيل عملية ازالة الاستعمار في افريقيا مقترحا مفهوم "المجموعة" الذي تحول بعد سنتين "مصهرا" لاستقلال الدول الافريقية الناطقة بالفرنسية. وقال الجنرال ديغول يومها في عاصمة افريقيا الاستوائية الفرنسية "من الطبيعي والمشروع ان تصل الشعوب الافريقية الى المستوى السياسي الذي تتولى فيه المسؤولية الكاملة في مجال شؤونها الداخلية ويعود اليها اتخاذ القرارات في هذا الشأن". وفي المدينة ذاتها وهي العاصمة الرسمية الاولى لفرنسا الحرة عقد في شباط فبراير 1944 مؤتمر حكام المستعمرات الذي نظمه الجنرال ديغول واللجنة الفرنسية للتحرير الوطني للجزائر. وخلال هذا المؤتمر الذي تميز بخطاب شهير للجنرال ديغول ازيلت المستعمرات وتحولت الى "مناطق متكاملة" وحل الاتحاد الفرنسي مكان الامبراطورية الاستعمارية الفرنسية. ولدى توليه رئاسة الوزراء في ايار مايو 1958 بدأ ديغول في 20 آب اغسطس جولة في القارة الافريقية قطع خلالها 20 الف كيلومتر وقادته من فور لامي نجامينا حاليا الى العاصمة الجزائرية مرورا بتاناناريفو وبرازافيل وابيدجان وصولا الى كوناكري ودكار. وعلى ضفاف نهر الكونغو اقترح رئيس الوزراء الفرنسي الجديد "على كل مواطني مقاطعات افريقيا مستعمرات ومواطني فرنسا" تشكيل "مجموعة" يتمتع "كل طرف فيها بحكومة حرة خاصة به" على ان "يكون للدفاع والشؤون الخارجية والسياسة والاقتصاد وادارة القضاء والتعليم والاتصالات مع الخارج" ادارة مشتركة. وكان الجنرال ديغول يعني بذلك ايضا ان كل مقاطعة في "ما وراء البحار" يمكنها ان تحصل على استقلالها عبر التصويت بپ"لا" على استفتاء 28 ايلول سبتمبر 1958 في شأن دستور 1958 الذي ارسى الباب الثاني عشر فيه اسس هذه المجموعة. واوضح ديغول "ان اي طرف يريد الاستقلال سيحصل عليه وفرنسا لن تعارض ذلك" واعطى الخيار بين "تشكيل مجموعة واحدة مع فرنسا او الاستقلال بالانفصال". وفي كوناكري كان سيكوتوري وحزبه الديموقراطي الغيني، الوحيد الذي اختار الاستقلال الفوري. وبالفعل في 28 ايلول سبتمبر 1958 ايد ناخبو فرنسا ومقاطعات "ما وراء البحار" باستثناء غينيا، الدستور الجديد بقوة فازت نعم فيها بنسبة 80 في المئة. ورأت عندها "المجموعة" النور، وفي الخريف تحولت مناطق افريقيا الغربية الفرنسية وافريقيا الاستوائية الفرنسية الى جمهوريات اعضاء في هذه المجموعة. لكن بعد اقل من سنتين في العام 1960 وفي خضم الازمة الجزائرية استقلت الدول الافريقية الناطقة بالفرنسية. وبين الاول من كانون الثاني يناير و28 تشرين الثاني نوفمبر رفع 14 علما جديدا ودخلت 14 دولة جديدة الاممالمتحدة: الكاميرون وتوغو ومدغشقر وبنين وفولتا العليا وساحل العاج وتشاد وجمهورية افريقيا الوسطىوالكونغو والغابون والسنغال والنيجر ومالي وموريتانيا