سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأردن يؤجل الحكم على الضربات ومفتي سورية يسأل : "لماذا اختارت اميركا ان تكون عدوة الشعوب ؟" . القذافي على عكازين وسط تظاهرة معادية لأميركا وبغداد تعلن أنها "ثائرة" واليمن يدين "العمل غير المبرر"
تونس، طرابلس، بغداد، صنعاء، عمان، دمشق، لندن - "الحياة" - رويترز، أ ف ب - قاد الزعيم الليبي معمر القذافي الذي اصيب منزله في غارة اميركية عام 1986 تظاهرة في طرابلس صباح امس الجمعة لادانة الغارة الاميركية على السودان. وأكدت بغداد امس "ثورتها" على الضربة الاميركية في كل من السودان وأفغانستان وأعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اسف بلاده وادانتها "لهذا العمل غير المبرر"، فيما دان مفتي سورية الضربات متسائلاً "لماذا اختارت اميركا ان تكون عدوة الشعوب؟". وأعلن الأردن ارجاءه الحكم على الهجمات الاميركية، داعياً الى الحوار بدلاً من تصعيد العنف. وعرض التلفزيون الليبي الحكومي الذي التقط بثه في تونس لقطات حية امس ظهر فيها القذافي الذي يتوكأ على عكازين بعد عملية جراحية اجريت له في الآونة الاخيرة وسط جمع كبير من الناس يهتفون بشعارات معادية لاميركا ويحرقون العلم الايمركي. ورددت الحشود هتافات تقول "تسقط اميركا" وتطالب السودان بمواصلة تحديه للولايات المتحدة والا يخاف لأن الشعب الليبي معه. كما رددوا هتافات اشادة بالقذافي الذي سار نحو عشرة دقائق وسط المتظاهرين. وفي وقت سابق قال التلفزيون الليبي ان القذافي اجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير الخميس أعرب فيه عن تضامن ليبيا مع السودان بعد الغارات الجوية الاميركية على هذا البلد. وقالت اللجنة الشعبية العامة للوحدة العربية في بيان رسمي تلقت "الحياة" نسخة منه امس ان ليبيا "تدين هذا العدوان العسكري غير المبرر على سيادة الشعب السوداني بما يشكله من خرق فاضح لميثاق الأممالمتحدة والاعراف الدولية كافة". وأكد البيان مجدداً ادانة ليبيا الارهاب "بكل صوره، ومختلف اشكاله، وفي مقدمته ارهاب الدولة المنظم الذي اصبحت اميركا في مقدمة مرتكبيه ...". وتابع البيان قائلاً: "اذا كانت الولاياتالمتحدة قد بررت عدوانها على السودان الشقيق بأنها كانت تهدف الى تدمير مصنع لانتاج الاسلحة الكيماوية السامة كما ادعت، فان عدوانها كانت تستهدف به ابادة سكان الخرطوم البالغ عددهم اكثر من اربعة ملايين من الشعب السوداني". بغداد وأثارت الضربات العسكرية الاميركية في السودان وافغانستان "ثائرة" بغداد التي اعربت امس عن استعدادها لمواجهة "الغطرسة الاميركية". وقال ناطق باسم مجلس قيادة الثورة أعلى هيئة سياسية في العراق: "اننا لا نحتجّ ونستنكر العدوان الاميركي على السودان وافغانستان فحسب، وانما نؤكد ثورتنا على هذه السياسة العداوية" التي تنتهجها الولاياتالمتحدة . واضاف الناطق الذي نقلت تصريحه وكالة الانباء العراقية: "اننا نؤكد استعدادنا للعمل في المحيط الاقليمي والقومي والدولي مع من يقف بوجه هذه السياسية العدوانية الرعناء والخطيرة". اليمن وبثت وكالة انباء "سبأ" الرسمية امس ان اليمن دان الهجمات الصاروخية على السودان بقوله انها تمثل انتهاكاً "للقانون الدولي وحقوق الانسان". واضافت ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اعرب عن اسف بلاده وادانتها "لهذا العمل غير المبرر" الذي يتناقض مع جميع الاعراف الدولية وحقوق الانسان. وادلى صالح بتصريحاته في مكالمة تليفونية مع الرئيس السوداني الذي اتصل بالزعيم اليمني لاطلاعه على هجمات الخميس التي ادت الى تدمير مصنع للادوية في الخرطوم. وقال صالح ان الهجمات "لا تساعد في صون الامن والاستقرار في المنطقة". وزادت "سبأ" ان صالح اكد ايضاً ضرورة واهمية تقصي الحقائق والتعامل مع الامور من خلال الحوار وبعيداً عن استخدام القوة او التهديد باستخدامها. وندد عدد من خطباء المساجد في صلاة الجمعة امس في صنعاء بالهجمة الاميركية العسكرية على السودان. الاردن واعلن الاردن امس انه يؤجل الحكم على الهجمات الاميركية لكنه دعا الى عقد حوار بدلاً من تصعيد اعمال العنف. وقال ناصر جودة وزير الاعلام ل"رويترز" ان موقف الاردن في هذه المرحلة هو تفضيل عقد حوار، مشيراً الى انه ليس لديه اي تفاصيل، وبالتالي فانه لا يستطيع قول ذلك بصورة قاطعة. واضاف ان الاردن يدين الارهاب وتفجير السفارات، ويشعر ان الحوار يجب ان يكون سبيل حل المشاكل. سورية ودان مفتى سورية الشيخ احمد كفتارو في درسه الاسبوعي امس في جامع "ابي النور" الضربات الصاروخية الاميركية على السودان، متسائلاً: "لماذا اختارت اميركا ان تكون عدوة للشعوب؟". وتساءل: "كيف تسمح اميركا لنفسها بالعدوان على الشعوب الآمنة من دون الرجوع الى مجلس الامن الدولي والمنظمات الدولية للتحقيق من صحة الادعاءات الاميركية؟ كيف تستطيع الشعوب الاسلامية والعربية ان تقف بالمحبة والتأييد الى جانب اميركا التي تؤيد اسرائيل وتدافع عنها حتى لو ارتكبت المجزرة البشعة في قانا العام 1996 ضد النساء والاطفال اللاجئين؟". وزاد: "اننا لا نكره الشعب الاميركي ولا تحب الشعوب الاسلامية ان تكره اميركا، لكن هذه الشعوب تكره الممارسات الظالمة".