برهن اكتشاف بقايا ديناصورين يكسوهما الريش أخيراً أن الطيور الحالية أصلها ديناصورات مفترسة. تم العثور على البقايا المتحجرة في الصين ويعود تاريخها الى 120 مليون سنة. وذكر العالم الصيني جي كيانغ مدير متحف التاريخ الطبيعي في بكين الذي نشر أبحاثاً حول الموضوع أن البقايا المتحجرة تمثل "الحلقة المفقودة" بين الطيور والديناصورات. وربما حسم الاكتشاف النقاش حول العلاقة بين الطيور والديناصورات الذي يعد من أكثر المواضيع العلمية إثارة للخلاف منذ قرنين. لغز الطيور تشير البقايا المتحجرة إلى أن الديناصورين قريبا الصلة بفصيلة ديناصور "تيرانوسوروس" tyrannosaurus المفترس، الذي يمشي على قدمين ويقيم على الأرض. وتدل البقايا بوضوح على أن الريش كان يكسو ذراعي وذيل الديناصورين. إلاّ أن العلماء يرجحون أن الديناصورين لم يكونا يعرفان الطيران، وذلك لطولهما البالغ 75 سنتمتراً وسيقانهما الطويلة القوية والأذرع البالغة القصر التي لا تساعد على رفع الحيوان والتحليق به. ويلقي الاكتشاف أضواء جديدة على أصل الطيور الذي يعد من أعظم الألغاز المحيرة في علم الأحياء. ذكرت ذلك المجلة العلمية الأميركية "ساينتفيك أميركان" التي خصصت موضوع الغلاف للاكتشاف أشارت فيه الى أن الطيور تختلف في شكل كبير عن جميع الكائنات الحية الاخرى وتبدو قدرتها على الطيران غير قابلة للتصديق. وقالت المجلة الأميركية "ليس هناك مخلوق آخر يملك مواصفات الطيور المتميزة، كالريش والمناقير الخالية من الأسنان والعظام المجوفة والقوائم القائمة وعظام الترقوة وعظام الصدر العميقة وعظام الذيل المبتورة". لماذا الريش؟ ويسود الاعتقاد بين علماء الأحياء أن الريش ظهر لأسباب لا علاقة لها بالطيران، ولعل وظيفتها الأصلية كانت توفير كساء للحيوان لحمايته من الظروف المعادية أو ربما لاضفاء جاذبية جنسية تساعد على تكاثر الحيوان. وذكر الدكتور فيليب كوري مسؤول قسم الديناصور في المتحف الملكي للمتحجرات في كندا أن ظهور الريش قدم ربما للديناصور فرصة مضافة عندما كسا أذرعه بشكل يمكنه من الاندفاع أو القفز أو الغوص مستخدما ذيله لتحويل اتجاهه بسرعة. وشكل ذلك ميزة تطورية تساعد الحيوان على الهرب من الأعداء المفترسين وتمكنه من الامساك بالفرائس. ويرجح العلماء تطور هذه القدرات مع الزمن لتقود الى الطيران الحقيقي. وتعزز فكرة الطيران العثور في بقايا الديناصور على تكوينات عظمية تشبه الرُسغ المحورية للطيور.