اعترفت الحكومة السودانية امس بحصول تسعة تفجيرات في مناطق عدة داخل العاصمة، التي تضم الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، ليل الاثنين - الثلثاء الماضي. واتهمت المعارضة السودانية وجهات اجنبية من دون ان تسميها بالضلوع في هذه التفجيرات. راجع ص5 لكن "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض قال في بيان اصدره امس ان هذه التفجيرات ناتجة عن صراعات داخلية بين اطراف النظام. وعقد وزير الداخلية السوداني اللواء عبدالرحيم محمد حسين ووزير الاعلام الدكتور غازي صلاح الدين مؤتمراً صحافياً امس في الخرطوم عرضا فيه تفاصيل عن التفجيرات التسعة، وقالا انها كانت تستهدف افساد الاحتفالات بذكرى "ثورة الانقاذ الوطني" التي جرت في 30 حزيران يونيو 1989. وقال اللواء عبدالرحيم ان عمليات التفجير استهدفت مرافق حيوية في العاصمة بينها قاعة الصداقة وسط الخرطوم ومستودع للنفط وبرج كهربائي جنوب العاصمة ومحطة الخرطوم بحري الحرارية لتوليد الكهرباء، كما زرعت ثلاث عبوات ناسفة قرب مستشفى وسينما وجامعة في الخرطوم وأم درمان. وأكد اعتقال عدد من المتورطين، لكنه لم يحدد عددهم او اسماءهم "لأسباب تتعلق بالتحقيقات". واتهم وزير الداخلية جهات اجنبية بالتورط في التفجيرات، وأشار الى ان الاجهزة المستخدمة في التفجير متطورة جداً ومصدرها معروف. لكن وزير الاعلام اتهم "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض بالضلوع في التفجيرات وتلا فقرات من بيانات عدة صدرت عن "التجمع" تدعو الى مواجهة الحكومة ونقل المعارك العسكرية الى المدن. ونفى "التجمع الديموقراطي" في بيان اصدره امس تورطه بالتفجيرات. واعتبر "اتهامات الحكومة للتجمع جزافاً من دون ابراز اي أدلة مادية او ظرفية". وحمّل مسؤولية التفجيرات "اطرافاً متصارعة داخل النظام الذي ادخل العنف منهجاً في الساحة السياسية السودانية منذ استيلائه على الحكم بالقوة في 30 حزيران 1989". وأشار بيان "التجمع" الى صدامات مسلحة عدة جرت اخيراً في الخرطوم، بينها "مقتل ثلاثة ضباط على أيدي ميليشيات جبهة الانقاذ الجنوبية ... واقتحام مسلحين مبنى البرلمان في اثناء مناقشة الدستور". كما اشار الى اعمال عدة مشابهة حصلت خلال السنوات الماضية في العاصمة وخارجها بينها "معركة الرياض في الخرطوم بين مجموعة تابعة لاسامة بن لادن ومجموعات الارهابيين المختلفين معه من الافغان العرب ... ومجزرة مسجد ود مدني". وقال: "كل الاماكن الاستراتيجية التي حدثت فيها هذه التفجيرات محروسة حراسة جيدة من ميليشيات النظام، فلا يعقل ان متسللين اغراباً زرعوا المتفجرات". وأضاف: "ان نظام الترابي - البشير يحاول عبثاً إخفاء جرائمه وخلافاته وتهديده لأمن المواطن السوداني والمجتمع عبر اغراق البلاد بالاسلحة والارهابيين ويحاول استغلال احداث التفجيرات الاخيرة لتبرير ملاحقته للمواطنين المعارضين له والتنكيل بهم"