على ضفاف بحيرة ايسيك كول الجبلية يمضي شهر العسل عريسان قد يمهد زواجهما لأهم تحالف سياسي في آسيا الوسطى. العريس هو آيدار الابن الأكبر للرئيس القرغيزي عسكر اكايف، والعروس عالية الابنة الصغرى للرئيس الكازاخي نور سلطان نزاربايف، وهذا أول زواج "سياسي" في المنطقة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وقيام دولة مستقلة في آسيا الوسطى. تعرّف العريس البالغ من العمر 23 سنة الى عالية 18 سنة منذ أمد بعيد بفضل العلاقات القوية بين الرئيسين ولوجود قرابة بعيدة بين العائلتين، اذ ان ام اكايف الكازاخية هي من ابناء عمومة نزاربايف. لكن الشابين ابتعدا عن بعضهما بعضا خلال السنوات الأخيرة حين كان ايدار يدرس الاقتصاد الدولي في جامعة ماريلاند الأميركية بينما كانت عالية في مدرسة خاصة في سويسرا، تخرجت منها هذه السنة وهي تستعد للانتساب الى كلية الفنون في احدى جامعات واشنطن. وتجدد اللقاء، والهيام، حين التقى ايدار عالية في حفلة عرس لأصدقاء مشتركين كانوا بين مئتي مدعو لاحتفالات جرت لاحقاً في كازاخستان وقرغيزيا لمناسبة مصاهرة بين الرئيسين اللذين يعتبران من قادة الجناح "الليبرالي" بين زعماء أسرة الدول المستقلة. جرت المراسم وفق التقاليد الشعبية المتبعة، وتوجه الى بيت العروس في الماآتا أصدقاء آيدار وأقاربه وعلى رأسهم وزير الأمن عشير كولوف لدفع المهر. وكما تقضي التقاليد المحلية شد أهل العروس خيطاً قرب الباب ولم يسمحوا بدخول الوافدين الا بعدما دفعوا المبلغ المطلوب ورفضت العملتان القرغيزية والكازاخية، ولم يقطع الخيط إلا بعد ان جمع الوافدون 150 دولاراً. وانتقلت المراسم الى منتجع تشولبون اتا على سواحل بحيرة ايسيك كول، حيث كان الرئيسان فرغا لتوهما من اجتماعات قادة آسيا الوسطى ووقعا اتفاق ترسيم الحدود بين البلدين. وحضر حفلة العرس حوالى مئتي مدعو وهو عدد ضئيل نسبياً، إذ أن الأعراس لدى أعيان آسيا الوسطى ووجهائها تعد مناسبات كبرى تجمع 1000 - 1500 مدعو. إلا أن الزواج "الرئاسي" شهد حضوراً "نوعياً" اذ شارك فيه كبار الكتاب والفنانين من روسيا وآسيا الوسطى. وغدا الأديب القرغيزي المعروف تشنغيز آتيماتوف "عراباً". وأحيا عدد من أشهر المغنين أمسية طويلة شاركت فيها العروس التي درست الموسيقى ووالدها الرئيس الكازاخي المعروف بحبه للغناء واجادته العزف. ولوحظ ان مراسم الزواج تمت باللغة الروسية، وغلب عليها الطابع السياسي. وأشار نزاربايف الى أن "شعبي البلدين سيرصدان" خطوات العريس والعروس، فيما اختار اكايف ان يكون شاعرياً فأكد ان "روعة الزهور الكازاخية تتجلى بأسطع صورها من جبال قرغيزيا". معروف ان البلدين تجمعهما صلات تاريخية وقومية وثيقة، وهما قريبان في اللغة والثقافة، ولا شك ان الزواج "السياسي" سيؤدي الى تحالف يضعف مواقع الرئيس الاوزبكي اسلام كريموف الذي اعتذر عن عدم حضور العرس.