تسعى قطر، بعد نجاح تجربة إدخال "انترنت" في تموز يوليو 1996 وارتفاع عدد المشتركين فيها، إلى تعميم تجربة جديدة يتم درسها حالياً، وهي خدمة "انترنت للجميع" التي ستكون الأولى من نوعها في حال الموافقة عليها من قبل مجلس إدارة "المؤسسة العامة للاتصالات السلكلية واللاسلكية" كيوتل. وقال رئيس خدمات الانترنت في "كيوتل" السيد خالد عبدالرحمن المطوع ل "الحياة" إن الخطة الجديد تتيح لأي مشترك أو زائر لقطر أو سائح الاستفادة من هذه الخدمة عن طريق كومبيوتر وخط هاتفي من دون الرجوع إلى المؤسسة. وأضاف ان رجال الأعمال والسياح الذين يزورون قطر سيكون في امكانهم الاستفادة من خدمات الانترنت منذ وصولهم مطار الدوحة. يذكر أن "المؤسسة العامة القطرية للاتصالات السلكية واللاسلكية" هي الجهة المخولة تقديم هذه الخدمة في قطر. وكانت المؤسسة اتفقت مع شركة "ست" لإنشاء وصلة انترنت كاملة أدت إلى توفير الخدمة للراغبين. وتم الاتفاق مع شركتين أميركيتين لضمان توفير هذه الخدمة باستمرار في حال انقطاع إحدى الشركتين أو أثناء وجود ضغط على احداهما. ويحق لأي شخص عاقل بالغ الحصول على هذه الخدمة في اليوم نفسه. وتبلغ رسوم التسجيل للاستخدام المنزلي والتجاري 200 ريال رسوم توصيل الخدمة وقيمة الاشتراك الشهري 50 ريالاً. أما سعر الاستخدام فهو ستة ريالات لكل ساعة، فيما تبلغ رسوم التسجيل بالنسبة للقناة الخاصة 1000 ريال بعدما كانت في السابق 2000 ريال. وانخفضت قيمة الاشتراك الشهري في هذه القناة من 10 آلاف ريال إلى ثمانية آلاف. ويشترط لحصول الوافدين وهم المقيمون الأجانب على خدمة الانترنت أن يتم دفع ألف ريال تأمين أو أن يقوم قطري بكفالة ضمان الراغب في هذه الخدمة. وكان عدد المشتركين في انترنت بلغ عند بدء تقديم الخدمة في تموز 1996 نحو 800 مشترك. وقال المطوع إن هذا العدد وصل الآن إلى أكثر من 7800 من مختلف فئات المجتمع، بينهم أساتذة جامعات وأطباء ومواطنون وشركات ومدارس. وعكست مقاهي الانترنت التي يبلغ عددها خمسة في الدوحة نجاح هذه الخدمة. وكانت تجربة "مقاهي انترنت" ظهرت بعد ادخال هذه الخدمة بأشهر وتم تخصيص أماكن منفصلة فيها للسيدات. وتتعدد اهتمامات مرتادي هذه المقاهي، بين الذين يجرون محادثات عبر الانترنت ومستخدمي البريد الالكتروني وباحثين عن المعلومات دعماً لبحوثهم العلمية. واستقطبت هذه المقاهي التي يملكها مواطنون جمهوراً واسعاً. وعلم ان هناك خطة لفتح فروع لها خارج العاصمة القطرية. ويشير رئيس خدمات الانترنت في "كيوتل" إلى نجاح هذه التجربة في قطر، لافتاً إلى أن معدل الراغبين في الاشتراك شهرياً يبلغ 400 شخص. وتشمل الخطط المستقبلية ل "كيوتل" افتتاح فروع جديدة للمؤسسة في مختلف المناطق القطرية، لتعميم خدمات الاتصالات بما فيها الانترنت. وقال المطوع إن أسعار هذه الخدمات في قطر هي الأرخص في الخليج ستة ريالات في الساعة. وأضاف ان هناك خدمات جديدة سيتم ادخالها وهي صفحات خاصة بالاعلان والدعاية. ويأتي انتشار الانترنت في قطر في إطار التطور الملحوظ لخدمات الاتصالات التي تقدمها "كيوتل" التي انشئت عام 1987، وهي مملوكة بالكامل للحكومة. وأتاحت انترنت للمشركين الخدمات المعروفة عالمياً التي تشمل بنوك المعلومات والبريد الالكتروني مع أكثر من 40 مليون مستخدم لشبكة الانترنت في العالم