على رغم اشادة رجال الاعمال المصريين بالشركات المساهمة، وكيف انها تتيح زيادة رأس المال عند طرح اسهم جديدة لها في البورصة، يشهد الواقع العملي عكس ما يقولون فمن اجمالي 660 شركة مدرجة في البورصة هناك 555 شركة عائلية مغلقة يبلغ عدد اسهمها 8.833.1 بليون سهم، ويبلغ رأسمالها الاسمي 1.395.14 بليون جنيه والسوقي 4.25.49 بليون جنيه، أي ان هذا الاخير يبلغ ضعف الاسمي بمعدل 4.3 في المئة. ويعود تفضيل رجال الاعمال للشركات العائلية المقصورة ملكيتها على افراد عائلتهم فقط الى اسباب عدة اهمها وحدة اتخاذ القرار، والبعد عن الخلافات التي تنشأ عادة بين الشركاء بسبب السياسة المطلوب اتباعها، وعادة ما يكون نجاح الشركة نتيجة جهد مؤسسها، لذا يفضل ألا يشاركه احد في هذا النجاح غير ابنائه. ويلجأ المستثمرون عادة الى طرح اصدارات في البورصة لزيادة رأس مال الشركة، فمثلا طرح رئيس مجموعة "العز الاستثمارية للسيراميك والحديد" احمد عز مئة الف سهم لزيادة رأس مال "سيراميك الجوهرة" بمبلغ 10 ملايين جنيه مصري في تموز يوليو الماضي، وزادت شركة "ارتوك غروب" رأسمالها 30 مليون جنيه بعدما طرحت اصدارات بلغت 300 الف سهم. وهناك شركات استثمارية اخرى سارت في الاتجاه نفسه فطرحت جزءاً من اسهمها في البورصة، مثل شركة "مينا للاستثمار السياحي والعقاري" و"الاسكندرية للانشاءات" و"العالمية للالكترونيات" اضافة الى "اوليمبيك اليكتريك". وحول هذا الموضوع يقول رئيس الغرفة الاميركية في القاهرة الدكتور احمد شوقي: "اعتقد ان موجة الشركات المغلقة بدأت في الانحصار على مستوى العالم كله ولا بد ان نجاري المتغيرات العالمية، ففي المرحلة الاولى من المشروع يفضل الكثيرون ان يكون لها صفة العائلية، وغالباً يكون رأس مال المشروع من ثروة العائلة وقد لا تكون لديهم القدرة على جذب مستثمرين اخرين حتى يشتد عود المشروع، لكن من المفروض ان تبدأ هذه الشركات في طرح جزء من اسهمها في البورصة لزيادة رأسمالها ولتنشيط الادارة خصوصاً في ظل العولمة والمنافسة التي سنواجهها في سوقنا المحلية والا سيحكم عليها بالتقوقع والتدمير". يوضح رئيس مجلس ادارة "مجموعة كليوباترا" محمد ابو العينين الشروط التي لا بد من توافرها في الشركات التي تطرح للاكتتاب العام ويقول: "هناك ابعاد تخص القدرة الانتاجية واخرى تخص القدرة الادارية، فادارة مشروع معين باسلوب معين وتحقيق نتائج معينة هي نتيجة مجهود مالك المشروع، لذلك فهو يرغب ان يستأثر به لنفسه، لكن مع تطور طموحاته يجب ان يتوسع في مشاريعه في المجال نفسه او في مجالات اخرى حتى يغطي مخاطر معينة وهذا امر مطلوب. وفي "مجموعة كليوباترا" لدينا شركات مغلقة واخرى جديدة سيتم طرح جزء كبير من اسهمها للاكتتاب العام في مجالات مختلفة بخلاف مجال السيراميك، واعتقد ان ظروف البداية من الاسباب القوية التي تدفع رجل الاعمال الى انشاء شركة عائلية، ففي الماضي عندما كان الشخص يملك طموحاً في مجال معين ولا يملك الخبرة فيه لا يجد من يساعده فيضطر الى خوض التجربة بنفسه او بمشاركة عائلته او اصدقائه وذلك لاننا كنا نستحدث نوعاً جديداً من الاستثمار يدخل مصر للمرة الاولى، ولم يكن هناك احد مستعد للمخاطرة في سبيل هذا الاستثمار الجديد، خصوصاً انه لا يدري ما هي نتائجه، فكانت المخاطرة تنصب على صاحب المشروع وحده، وبعد سنوات من العمل والجهد والسعي لتحقيق النجاح في مجاله يبدأ في التفكير في التوسع في مشاريع اخرى، ويبدأ الآخرون في السعي اليه لمشاركته في هذه المشاريع، وهذا في حد ذاته نجاح لصاحب التجربة، واعتقد ان المرحلة المقبلة ستشهد فصل الادارة عن الملكية وذلك في المشاريع العملاقة المطروحة حالياً. ويؤكد رئيس مجموعة اموكو لاستصلاح الاراضي السيد توفيق الجندي صراحة ان محدودية عدد الشركاء في الابناء او الاصدقاء المقربين امر مستحسن حتى لا يكون هناك مجال للخلافات. من جهته نفى رئيس اتحاد الصناعات المصرية - رئيس مجلس ادارة شركة "سوزوكي ايجيبت" رغبة شركته طرح اسهم او سندات في السوق المحلية او الدولية. وقال: ان معظم الشركات التابعة لمجموعته مثل "نيسان مصر" و"سوزوكي ايجيبت" وغيرها مدرجة في البورصة في الجدول غير الرسمي كشركات اكتتاب مغلقة، اي شركات عائلية