السيد المحرر فوجئت عندما قرأت على الصفحة الاولى ل "الحياة" في عددها الصادر يوم السبت 30/5/1998 مقالاً تحت عنوان "في نهاية القرن العشرين: الحلبيون يتزوجون عبر الصورة". لم اصدق عيني وانا اقرأ هذا المقال الذي يفتقر الى الطابع المهني في "الحياة"، الصحيفة التي أكن لها الاحترام. كيف يمكن لصحيفتكم ان تنشر مثل هذا المقال الذي تعوزه الدقة والتوازن ولا يستند الى الواقع اطلاقاً. بعض الصور التي عرضها المقال مأخوذ من فيلم مصري قديم، مثل اعطاء العروس قصاصة ورق لتقرأها بهدف اختبار حدة بصرها. الى ذلك، لا وجود ل "الخطّابة" في حلب. واتحدى صحيفتكم ان تقدم اسماً لواحدة منهن. ان هذا المقال اهانة لمليونين ونصف مليون شخص يعيشون في حلب. فنسبة المتعلمين في هذه المدينة تفوق مثيلتها في اي مدينة اخرى في العالم العربي. لا اعرف ما يهدف اليه هذا المقال، سوى ان يسخر من سكان حلب. احضكم على الاعتذار، في العدد المقبل وعلى الصفحة الاولى، عن الاذى الذي الحقه المقال المشار اليه اعلاه بالناس في حلب. مع التقدير. المحرر: المعلومات التي جاءت في المقال المشار إليه موثقة ويعرفها الحلبيون الذين يعيشون في المدينة، ذلك أن "الخطّابات" موجودات فيها وخصوصاً في حي قاضي عسكر. ونملك اسماء عدة، احداهن تملك 61 صورة لفتيات في حي قرلق قرب القلعة، وأخرى في حارة أصيلة قرب قلعة حلب التي رتبت عدداً من الزيجات. أما بالنسبة الى قولك ان عدد سكان حلب يبلغ 2.5 مليون، تدل احصاءات "المكتب المركزي للاحصاء" الحكومي ان عددهم بلغ 1.26 مليون في العام 1995. وجاء أيضاً في المجموعة الاحصائية للعام نفسه ان عدد حالات الطلاق بلغ 2192 حالة من أصل 24677 حالة زواج مسجلة، أي ان نسبة حالات الطلاق تبلغ 9 في المئة. وأحد الأسباب هو طريقة الزواج التي جاءت في المقال، علماً أن النسبة تنخفض الى 2 في المئة في محافظة الحسكة الشرقية 152 حالة في احصاء العام 1995. وبالنسبة الى قولك ان نسبة التعليم في حلب هي "أعلى من أي مدينة في العالم العربي"، تدل المجموعة الاحصائية ان اكثر من 7540 شخصاً انتسبوا في العام نفسه الى مدارس محو الأمية مقابل 2700 في دمشق و154 في الرقة.