لم يخرج النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد الصباح، في كلمته لافتتاح اجتماعات الدورة ال67 للمجلس الوزاري وزراء الخارجية في مجلس التعاون الخليجي، امس في مقر الامانة العامة في الرياض، عن توقعات المراقبين للموضوعات التي سيبحثها الوزراء في اجتماعهم. وفي مقدمها العلاقات مع العراق لجهة تنفيذه قرارات مجلس الأمن المتعلقة بغزوه الكويت، وعلاقات دول المجلس مع ايران التي تتجه نحو التطبيع بشكل لافت، إضافة الى الخلاف الإماراتي- الإيراني حول الجزر الثلاث، وتعثر عملية السلام، والمستجدات كالتفجيرات النووية في آسيا، والنزاع المسلح بين اريتريا واثيوبيا. وأعرب الشيخ صباح الأحمد عن قلقه "من مواصلة العراق عدم تنفيذ جوانب اساسية للقرارت الصادرة عن مجلس الامن ذات الصلة بعدوانه على دولة الكويت"، وأشار الى تصريحات نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان التي شككت بقرار مجلس الأمن الرقم 833 بشأن ترسيم الحدود بين العراقوالكويت. ونفى الشيخ صباح صحة التصريحات رئيس المجلس الوطني العراقي سعدون حمادي، الجمعة الماضي، التي قال فيها أن4400 كويتي فى العراق يرفضون العودة الى الكويت. وشدد الشيخ صباح على أن "الكويت لا يمكن لها بأي حال أن ترفض استقبال أحد ابنائها ممن يحمل جنسيتها". وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" أن الكويتيين "كانوا حريصين على أن يستنكر البيان الختامي للمجلس تصريحات رمضان، ولولا هذه التصريحات لكان التوجه الخليجي تجاه العراق أكثر انفتاحاً، خصوصاً بعد ما تردد عن "اجواء إيجابية" في علاقات العراق مع اللجنة المكلفة ازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية. ودعا الشيخ صباح العراق الى "التجاوب التام" مع جهود هذه اللجنة "بتنفيذ كل الالتزامات والوفاء بمتطلبات عمل اللجنة وفق الآليات الورادة ضمن قرارات مجلس الامن بما يسهم في التخلص من اسلحة الدمار الشاملة العراقية". وحمّل النظام العراقي "مسؤولية المعاناة الانسانية للشعب العراقي الشقيق"، وطالبه "بالتزام تنفيذ قرار مجلس الامن 1153 الهادف الى تخفيف تلك المعاناة"، في إشارة الى رفض الحكومة العراقية المساعدات الإنسانية للشعب العراقي. إيران وفي شأن العلاقات مع ايران شدد رئيس دورة المجلس الوزاري الخليجي على "اهتمام وحرص" دول المجلس على تعزيز العلاقات مع ايران، وأمل "بأن تثمر لقاءات المسؤولين في الجانبين نتائج ايجابية من شأنها ان ترسي علاقات طيبة بناءة قائمة على اسس من الثقة المتبادلة"، وتمنى "ان تسفر تلك اللقاءات عن الاستجابة الفورية من جانب الجمهورية الايرانية للمبادرات الصادرة عن دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة الهادفة للوصول الى حل نهائي لقضية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى وذلك باللجوء الى الوسائل السلمية القائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم جواز احتلال اراضي الغير بالقوة بما في ذلك قبول إحالة النزاع الى محكمة العدل الدولية". وأكد الشيخ صباح رفض دول المجلس ممارسات الحكومة الاسرائيلية، واعتبرها "خرقاً صريحاً للمبادئ التى قامت عليها عملية السلام"، وطالب إسرائيل "بضرورة الوفاء بكل التزاماتها في اطار عملية السلام"، وناشد "راعيي عملية السلام مضاعفة جهودهما لاحياء عملية السلام وتلافى فشلها بما يحقق السلام العادل والشامل في المنطقة ويؤدي الى الانسحاب الاسرائيلي الشامل من الاراضى العربية المحتلة كافة... طبقاً لقرارات مجلس الامن الدولي ومبدأ الارض مقابل السلام". واعرب الشيخ صباح عن "أسف المجلس وقلقه ازاء سباق التسلح بين الهند وباكستان وما قد يترتب عليه من اثار ونتائج خطيرة على امن واستقرار المنطقة"، وناشد البلدين "التوقف عن اجراء المزيد من التجارب النووية واستئناف الحوار بينهما حول مختلف المسائل العالقة". كما عبر عن "اسف المجلس للنزاع المسلح القائم بين دولة اريتيريا والجمهورية الاثيوبية" ودعاهما الى الحوار لحل النزاع