لم يكن خروج المغرب من الدور الاول للمونديال في الظروف التي نعرفها سهلا على احد، خصوصاً بلعيد بويميد الناطق الاعلامي للاتحاد المغربي لكرة القدم الذي التقته "الحياة" فور نهاية المباراة واجرت معه الحوار التالي. تكلم بويميد عما حصل قائلا: "نحن دول متحضرة على الاقل كروياً لكن ما شاهدناه اليوم لا يمت الى الرياضة بصلة ويشوّه هذا العرس الكبير والتنظيم الرائع". وتابع: "هناك امور اخرى تجري من تحت الطاولة والظلم لم يلحق بالمغرب فحسب بل طال الكاميرون ايضاً وبعض القرارات التي اتخذت بحقها جريمة وهذا ما يجعلنا نتساءل اية كرة قدم للمستقبل؟ لقد شوّهوا الفوز الكبير والاداء الرائع واجواء الجمهور خصوصاً لدى الاسكتلنديين الذين عبروا عن معاني كرة القدم والعيد الحقيقي على الرغم من خسارة فريقهم". واضاف: "ان ما شاهدناه اليوم يؤسف له والخوف من الغد. اظن ان طريقة التعامل الاقتصادي على الصعيد الدولي والاجواء السياسية التي كانت مسيطرة على مصير الشعوب وقضاياها في السابق نجدها الان في كرة القدم التي اصبحت محط انظار العالم. كل الشركات الكبرى على الصعيد الدولي تهتم بالاستثمار وستستثمر لتؤثر كذلك على قانون اللعبة. هنا الخطورة في الموضوع وما يدعونا للتساؤل، هل سيبقى قانون اللعبة محترفاً في اطار كروي محض؟ هل ستتمكن نيجيريا يوماً ما من الفوز بالمونديال؟ لا اظن ذلك. اقصيت الكاميرون واقصي المغرب. ان كل الدول التي لا تؤثر على الصورة الاقتصادية التسويقية سيكون مصيرها البقاء بعيداً عن الواجهة". وأكد بويميد ان افضل احتجاج على ما يجري كان الفوز الكبير لمنتخب بلاده على اسكتلندا "لأنه يظهر للرأي العام ان العالمين العربي والافريقي يعملان جاهدين لتطوير مستوى اللعب. القضية قضية كل الاتحادات القارية التي تظلم دولها ورئيس الاتحاد الافريقي عيسى حياتو ومسؤولون آخرون من الاتحاد الافريقي لكرة القدم كانوا حاضرين وابدوا استياءهم مما حصل. ربما سيكون ذلك نقطة استفهام وبداية تفكير لتصويب الامور لانه من غير المقبول ان تبقى الامور على ما هي عليه في المستقبل". وتحدث بويميد عن تغييرات جذرية تشهدها كرة القدم المغربية "من اجل الافضل والاتجاه سائر نحو الاحتراف المباشر فضلا عن مدارس اعداد الكوادر والمتخصصين. وهذا هو المهم بالنسبة لمستقبل اللعبة في المغرب بحيث لن يكون الاتكال على الاشخاص بل على خلق هيكيلية ونظام عمل والتغيير من اجل التطوير"