"استمتع بوقتك .. وابتسم فأنت في الاسكندرية" شعار سائد حالياً في عروس البحر الابيض المتوسط، الاسكندرية. فالمدينة اتخذت احتياطاتها لصيف مختلف جداً هذه السنة، وأبرز الظواهر هو الهدوء. وهو أحد رهانات المحافظ عبدالسلام المحجوب، الذي تولى منصبه في ايلول سبتمبر الماضي. وعلى رغم أن موسم الاصطياف في الاسكندرية يبدأ في منتصف تموز يوليو إلا انه بدأ هذه السنة مبكراً جداً، فمن كان يصدق أن تكون الاسكندرية في موسم الصيف من دون ضجيج ولا تلوث بيئي او سمعي او مرئي؟ فالمحافظ اصدر تعليمات بمنع استخدام آلات التنبيه، وصمم ومدير المرور العميد شريف رشدي على ان تكون هناك محاور مرورية جديدة لمنع الازدحام في الميادين والشوارع. ومن هنا جاءت فكرة ازدواج طريق الكورنيش بين منطقة ميامي المقصودة وما يجاورها. نفذت الفكرة في شهر ونصف الشهر. وأصبح طريق الكورنيش مزداناً بالأزهار والأشجار ويتميز المرور فيه بالسيولة، بالاضافة الى وفرة الخدمات فيه من هواتف عامة ووسائل مواصلات وإضاءة. وانتقل هذا الاهتمام الى داخل "كردون" المحافظة، فها هي الميادين الرئيسية وقد تجملت وتزينت، وها هو ميدان الجمهورية كأنه غابة من الاشجار والازهار بعد ما كان مقلباً للقمامة ومركزاً للباعة الجائلين. وهذا شارع قناة السويس الطريق الرئيسي الذي يقود القادم من الطريقين الصحراوي والزراعي الى داخل المدينة وينتهي به عند الكورنيش، وينافس اجمل الحدائق بأزهاره واشجاره. إنها اسكندرية "شكل تاني" تستعد لاستقبال زوارها. امتدت حملة التطوير لتشمل طلاء وترميم المباني المطلة على الكورنيش في منطقتي بحري والجمرك، وهما أشهر مناطق الاسكندرية. وطليت باللون الابيض الجميل، الذي أضفى على هذه المباني الاثرية شكلاً بديعاً وكل ذلك تم بمعرفة أصحاب شركات المقاولات وعلى نفقاتهم الخاصة. وحتى قبر الجندي المجهول، لم يتركه رجال الأعمال في المدينة على حاله بل تم تجميله على أعلى مستوى، وأصبح السياح يلتفون حوله لالتقاط الصور التذكارية، وكأنه عمود السواري أو قلعة قايتباي. إلى ذلك، باصات جديدة، محطات وقوف مزينة، والترام ذو الطابقين الذي يعد من أشهر معالم الاسكندرية. المدينة انقلبت على نفسها في بضعة شهور، وحديث الشارع السكندري: ترميمات وطلاءات وصيانات ونظافة. ولن تنتهي هذه الاعمال إلا في عيد الاسكندرية القومي يوم 28 حزيران يونيو الجاري. والرهان الجديد هو: ان تكون الاسكندرية أحلى السكندريات ال 48 في العالم. مدينة على مستوى العالم