اجتمع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني أول من أمس في الرباط مع رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالسلام المجالي في حضور وزير الخارجية المغربي عبداللطيف الفيلالي واعضاء الوفد المرافق للمجالي. وذكرت مصادر مطلعة ان محادثات الحسن الثاني والمجالي تناولت الجهود المبذولة لعقد قمة عربية للبحث في عملية السلام. وكذلك جهود معالجة الخلافات السورية - الأردنية والقرارات المحتمل ان تصدر عن القمة في حال انعقادها. واظهرت اعمال اللجنة العليا المغربية - الأردنية تطابقاً كبيراً في وجهات النظر حيال عدد من القضايا، في مقدمها عملية السلام والجهود الرامية الى احيائها. واكد رئيسا الوزراء عبدالرحمن اليوسفي وعبدالسلام المجالي خلال حفلة عشاء على شرف الأخير أول من أمس، هذا التطابق ومدى "أهمية العلاقات التي تجمع بين المغرب والأردن في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية". وحمل رئيس الوزراء المغربي اسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط. وقال ان عملية السلام "تمر بمرحلة بالغة الحرج والخطورة بسبب سياسة الحكومة الاسرائيلية التي تتجاهل تطلعات المجتمع الدولي الى اقامة سلام عادل وشامل في المنطقة يقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام". وأشار إلى أن الحكومة الاسرائيلية "تتعمد الخروج على أعراف القانون الدولي بتنكرها لما تم إبرامه من اتفاقات والترامات". ودعا اليوسفي راعيي عملية السلام، بخاصة الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الى بذل كل الجهود لانقاذ عملية السلام. واكد تضامن المغرب مع الشعبين العراقي والليبي "اللذين يعانيان وطأة العقوبات المفروضة عليهما". وطالب برفع العقوبات والعمل لپ"إنهاء هذه الأوضاع الشاذة بما يضمن سيادة الشرعية الدولية". وزاد ان حجم التحديات التي يواجهها العالم العربي يحتم على البلدان العربية "استمرار التشاور وتبادل الرأي والالتقاء على كل المستويات" والتغاضي عن الخلافات لمصلحة إحياء التضامن العربي واعادة ترتيب "بيتنا العربي كي نتمكن من الصمود في وجه التحديات ومن مواجهة المستقبل بإرادة موحدة". وأشار رئيس الوزراء الأردني الى ان المشكلة التي يعاني منها العالم العربي تتمثل في "تغليب العاطفة على العقل". ودعا الى استخدام "العقل" قائلاً انه "ينبغي تجاوز الخلافات وبحث نقاط توافقنا". واكد ان التوافق العربي ضروري "لمواجهة تحديات النظام الدولي الجديد". وتابع ان "السلام الذي تطالب به شعوب المنطقة والعالم ونسعى جميعاً اليه هو استراتيجية دولية لا بد من انجازها وتحقيقها". واشار الى انه "لم يعد في إمكان أي جهة ان تعيد العجلة الى وراء وتقذف بالمنطقة الى حروب جديدة"