اكد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة في تصريح لپ"الحياة" ان زيارة الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي "تصب في اطار تفعيل دور مجلس التعاون الخليجي وتنمية العلاقات بين بلدانه". وقال ان مجلس التعاون "يجب ان يتحرك لإيقاظ الأمة العربية، لأن يقظتها من يقظته والعكس صحيح". واعتبر الشيخ زايد ان العرب "بحاجة الى القمة العربية لتصحيح اوضاعهم الخاصة. وإذا عقدت القمة فإنها ستكون خيراً للأمة العربية وصيانة لها". وأضاف انه "يفترض عقد قمة سنوياً وبانتظام لتصحيح الوضع العربي حتى لا يستغل الاعداء نقاط الاختلاف"، موضحاً ان الاصدقاء الاجانب تربطنا بهم علاقات ودية ومصالح "لا نعرف الى متى تدوم، وما نريده هو ارتباط بين الاشقاء الذين يهموننا ونهمهم". وسئل عن الموقف الاماراتي من العقوبات الاقتصادية على باكستان بسبب تجاربها النووية دعا الشيخ زايد الولاياتالمتحدة الى "العدل، فلا تجازي طرفاً من دون آخر"، مناشداً اياها التعاون مع الدول الكبرى لإصلاح الوضع بين الهندوباكستان "فهذا هو المطلوب".وسألته "الحياة" اذا كان سيبحث مع الأمير سلطان في قضية الجزر الاماراتية الثلاث التي تسيطر عليها ايران استثماراً للعلاقات الجيدة بين ايران والسعودية في ظل التوجه الايجابي للحكومة الايرانية الجديدة، فأجاب بأنه سيتم بحث موضوع الجزر الاماراتية "والاوضاع المتعلقة بها". وشدد الشيخ زايد على ضرورة ان تضم العلاقات الخليجية - الايرانية كل دول مجلس التعاون لتكون "متكاملة" لأن قيامها متفرقة يظل "ناقصاً الى حد ما". أما الأمير سلطان فأكد اول من امس عند وصوله الى مطار ابو ظبي، في تصريحات الى الصحافيين ان السعودية مع الاجماع العربي "فإذا اجمعت الدول العربية وقادتها على موضوع فنحن اول من يلبي"، نافياً ان يكون الاميركيون طلبوا من ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز تأخير القمة لكنهم "شرحوا له خلال زيارته للأردن انهم يكثفون مساعيهم للسلام على امل ان تعلن نتائجها خلال حوالى عشرة ايام"، وقال ان هدف الشيخ زايد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والأمير عبدالله بن عبدالعزيز هو "لم الشمل العربي وضم الاخوة العربية في ظل جامعة الدول العربية وميثاقها، لذلك تأتي الزيارات التي أقوم بها ومن هم مثلي ممن يخدمون القضية بتوجيهات من قادتها ضمن زيارات المحبة والاخوة". وأوضح ديبلوماسيون في ابو ظبي ان هذه الزيارة مهمة في اطار تنسيق المواقف الخليجية وبحث القضايا المشتركة وتعزيز التعاون باعتبار ان العلاقات الخليجية ذات طبيعة خاصة في درجة تلاحمها. وليس المهم تصنيف الزيارة بل شخصية من يقوم بها ومع من يلتقي. وقال الأمير سلطان: "ان الكل يعلم ان سياسة والد الجميع الشيخ زايد وسياسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، والأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني بالمملكة العربية السعودية، هدفها دائماً التئام الصفوف العربية وضم الاخوة العربية في ظل جامعة الدول العربية وميثاقها، ولذلك تأتي الزيارات التي أقوم بها أنا وأمثالي ممن يخدمون القضية بتوجيهات من قادتها ضمن زيارات المحبة والاخوة". واستهل الأمير سلطان برنامجه أمس في أبو ظبي بلقاء مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات. فكان بينهما بحث في العلاقات بين البلدين والتطورات الراهنة في الخليج والوضع العربي. ولفت مراقبون الى أن لقاء الشيخ زايد ووزير الدفاع السعودي كان الأوسع بين اللقاءات السياسية والأخوية التي شهدتها أبو ظبي في الفترة الأخيرة، إذ حضر اللقاء جميع حكام الامارات أعضاء المجلس الأعلى في الدولة، عدا الشيخ مكتوم بن راشد نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الذي مثله ولي عهده الفريق أول الشيخ محمد بن راشد المكتوم وزير الدفاع. كما حضر اللقاء الذي تخللته مأدبة غداء رسمية أقامها الشيخ زايد تكريماً للأمير سلطان أولياء العهود ونواب الحكام والوزراء وكبار رجال الدولة في الامارات من مدنيين وعسكريين والسفراء.