انعقد في بيروت الخميس الماضي وعلى مدى يومين، المؤتمر الدولي الثالث للاتصالات للشرق الاوسط بعنوان "القرن الواحد والعشرون وعولمة الاتصالات اليوم" في فندق "بريستول" في بيروت برعاية رئيس الحكومة رفيق الحريري ممثلاً بالمدير العام للإنشاء والتجهيز في وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية غسان عاصي، وبدعم من اتحاد الاتصالات الدولي وتنظيم الشركة الدولية للمعارض. شارك في اعمال المؤتمر خبراء عالميون وممثلون لحكومات، وناقشوا التطورات والابتكارات الاخيرة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات. وعرض عاصي تطور القطاع في لبنان وقال: "ان لبنان منذ العامين 1993 و1994 التزم تنفيذ برنامج اعادة تأهيل قطاع الاتصالات وتجهيزه وتحديثه وتوسيعه، وهو يعكس جهود لبنان لاستعادة دوره الاقليمي التقليدي. ونفّذ لبنان ايضاً شبكة اتصالات خليوية، ووصل عدد المشتركين فيها الى 500 ألف. ويعتبر هذا العدد الاكبر بين الدول العربية وفي الشرق الاوسط. فعامل اختراق الاتصالات الخليوية يشكل 12 في المئة وهو مؤشر لافت عندما يتم ربطه بالناتج القومي للفرد الذي يبلغ نحو 3500 دولار". وأضاف: "اما في القطاع العام فقد وقّعت وزارة المواصلات السلكية واللاسلكية عقوداً عدة تجاوزت قيمتها 900 مليون دولار اميركي لوضع 5،1 مليون خط هاتفي في الخدمة. ووضعت الوزارة نحو مليون خط في الخدمة الفعلية تغطي المدن والضواحي وبعض مناطق الريف ويتواصل العمل في باقي المناطق الريفية والضواحي، ومن المقرر ان تنجز الاشغال في هذا المجال نهاية السنة 1999. وتنفذ الوزارة ايضاً برنامج مشروع اتصالات الألياف البصرية والرقمية وينجز العمل في المباني والبنى التحتية نهاية السنة الجارية، وبلغ عدد المشتركين نحو 600 الف مشترك بالمقارنة مع 350 الفاً في بداية 1996". وتناول نائب وزير البريد والاتصالات الياباني ايوشيو اوتسومي التحديات التي تواجه تغيير الاتصالات الهاتفية قائلاً: "ان التقنية الحديثة تقدم إلينا وظائف متقدمة وبالتالي تخفض من كلفة تأسيس انظمة الاتصالات وبالتالي تسهم في حل مشكلة فقدان الربط بين الدول النامية والصناعية المتقدمة للوصول الى بنية تحتية اساسية". وتطرق الى "مشكلة جديدة نشأت تتمثل في ظهور هوة بين امتلاك انظمة اتصالات متطورة وعدم امتلاكها". وأعطى مثالاً هو ال "انترنت". واستناداً الى المنظمة الدولية للاتصالات، اظهرت احصاءاتها في العام 1996 ان معدل عدد الخطوط لكل مئة شخص في الدول ذات الدخل المرتفع يصل الى 54 وهو اكبر 22 مرة مما هو الامر عليه في الدول ذات الدخل المخفوض، حيث يبلغ 45،2 لكل مئة شخص". ولفت في مجال الاتصالات عبر ال "انترنت" الى "ان الفرق شاسع بين عدد المستخدمين اذ بلغ عدد المشتركين في العام 1996 في الدول النامية اقل من واحد لكل عشرة آلاف شخص، في حين ان العدد هو اكبر 500 مرة في الدول الأغنى، وفي الدول ذات المدخول المرتفع فإن الفرق يصل الى 2000 مرة". وتحدث المسؤول الياباني عن تأثير ال "انترنت" في حركة التجارة اليابانية مشيراً الى "ان وزارة الاتصالات اليابانية اجرت مسحاً على هذه التجارة وأظهرت نتائجه ان السوق اليابانية في تجارة الالكترونيات في العام 1996 ارتفعت 40 مرة عما كانت عليه في العام 1995. وكشف المسح الحاجة القوية الى الاشتراك في ال "انترنت" في اليابان. وهذه النتيجة سيكون لها صدى واسع في العالم". وتحدث ممثل الوكالة الوطنية للترددات جان كلود غيغيه عن دور منظمة ادارة الترددات في فرنسا ومهمات الوكالة ووسائل عملها. وقال: "ان الاهداف من انشاء الوكالة هي الادارة والتخطيط والتنسيق والمراقبة. وهي تحضر وتنسّق حركة المفاوضات الدولية". وتحدث رئىس مجلس ادارة شركة "فرانس تيليكوم موبيل ليبان" صلاح بو رعد عن الخصخصة في قطاع الاتصالات. وأضاف "ان مدخول الدولة بلغ 129 مليون دولار حتى العام 1997، تضاف الى ذلك قيمة الاستثمارات التي ستمثلها الدولة بعد انتهاء مدة العقد لعشر سنوات وستبلغ 780 مليون دولار". وأعلن "ان قيمة الاستثمار حتى آذار مارس الماضي بلغت 247 مليون دولار في حين بلغت الاستثمارات خلال الاعوام الثلاثة الماضية 222 مليون دولار". وأشار الى "ان لبنان صنّف بين الدول المتقدمة في استعمال الهاتف الخليوي اذ يصل عدد المشتركين الى 210 آلاف". وتزامن هذا المؤتمر مع اقامة معرضين في "فوروم دو بيروت"، الاول "تيليكوم ميدل ايست 98" والثاني "كومبكس 98" نظمتهما الشركة الدولية للمعارض وشاركت فيه اكثر من 160 شركة دولية ومحلية رائدة في عالم الاتصالات والكومبيوتر من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وهولندا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدةولبنان. وضمت اجنحة المعرض شركات متخصصة بالاتصالات الخليوية وأجهزة الإرسال والكومبيوتر والآلات الحاسبة منها "سوني" و"ليبانسل" و"أريكسون".