قرر وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف "إيغاد" تمديد مفاوضات السلام السودانية التي كان مقررا أن تختتم مساء أمس الي اليوم الاربعاء لاعداد بيان ختامي. وعلمت "الحياة" ان تقدما مفاجئا تحقق في مجال معالجة مشكلة ايصال الاغاثة الى المتضررين في مناطق في جنوب السودان استدعى تمديد المفاوضات. وافادت مصادر قريبة من المفاوضين ان لجنة تمثل الحكومة السودانية ومتمردي "الحركة الشعبية لتحرير السودان" والوسطاء كلفت صياغة بيان يعرض في جلسة ختامية اليوم. وافادت هذه المصادر ان التقدم الذي احرز في مجال تسهيل العمل الانساني قد يقود الى اعلان وقف لاطلاق النار يتيح المجال لعملية انسانية كبيرة في الجنوب. واختتم المفاوضون السودانيون يوما كاملا من المفاوضات المغلقة في نيروبي امس. وظلت مواقف الطرفين من موضوع التفاوض الرئيسي بعيدة كما بدأت. وكان وسطاء "إيغاد" طلبوا اوراقا مكتوبة عن موقف الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" من قضيتي تقرير المصير لسكان جنوب السودان وعلاقة الدين بالدولة. وقالت مصادر قريبة من المفاوضات التي عقدت في احدى ضواحي العاصمة في حضور ممثلي دول "ايغاد" وثلاثة مندوبين عن كل من الطرفين السودانيين أن الجانبين عرضا مواقفهما المعروفة من القضيتين. الى ذلك اعربت المنظمات الانسانية العاملة ضمن "عملية شريان الحياة" في جنوب السودان أمس عن ارتياحها لقرار الحكومة السودانية رفع الحظر الذي كان مفروضا على الرحلات الجوية لالقاء مواد غذائية في مناطق في جنوب السودان تهددها المجاعة. وقال الناطق باسم برنامج الغذاء العالمي ميشال كينتاليي في نيروبي أمس "نأمل بالتمكن من الحؤول دون حصول مجاعة". واوضح ان رفع الحظر سيمكن منظمته من زيادة كميات المواد الغذائية الموزعة مشيرا الى ان "الامر العاجل الآن هو توزيع البذور لكي يتمكن السكان من الزراعة وعدم الاعتماد على المساعدة الانسانية لاكثر من سنة". وجدد الرئيس السوداني عمر البشير عرض العفو عن المتمردين الجنوبيين الذين يقاتلون لقلب النظام ودعاهم الى العودة الى البلاد للمشاركة في عملية إعادة البناء. وأوضح بيان اصدرته رئاسة الجمهورية مساء الاثنين ان عرض البشير موجه خصوصاً الى المقاتلين في ولاية بحر الغزال في جنوب السودان. واوضح البيان ان هذه المنطقة "تعاني من نقص في الغذاء" بسبب المقاتلين الذين "يعرقلون الزراعة والنشاطات الاقتصادية الاخرى اضافة الى عمليات الاغاثة".