اثبتت دراسة قدمت في المؤتمر الطبي للامراض الجلدية عقد اخيراً في الاكاديمية الاميركية في نيويورك ان التعرض لاشعة الشمس يسبب سرطانات جلدية حتى في جلد لم يسبق له ان تعرض للشمس. والمسؤول عن حدوث هذه الاورام، حسب الدراسة، هو اشعة ULTRAVIOLET-B واختصارها UVB الموجودة في اشعة الشمس. ومع ان هذا الكلام ليس جديداً، الا ان الجديد في هذه الدراسة انها اثبتت وبالدليل القاطع مسؤولية هذه الاشعة المباشرة عن حدوث الاورام. التجارب طلعت من معهد فيلاديلفيا حيث استخدم الاطباء جلداً مأخوذاً من طفل حديث الولادة ومن الجلد المستأصل بعد عملية الختان تحديداً، اذ ان لهذا الجلد ميزتين: فهو لم يسبق له التعرض لاشعة الشمس من جهة، ولم يجر عليه اي نوع من الابحاث من جهة ثانية. وزع هذا الجلد على مجموعة من حيوانات التجربة الفئران على شكل طعوم جلدية، وكانت هذه الفئران قد اعدت هجنت خصيصاً لهذه التجربة، اذ بامكانها تنمية جلد الانسان. قسمت هذه الحيوانات الى ثلاث مجموعات: الاولى وسمت بمادة تدعى DMBA التي تسرع نمو الجلد وهي سليمة. والمجموعة الثانية عرضت لاشعة UVB والمجموعة الثالثة عولجت بالمادة والاشعة. كانت النتائج، بعد عشرة شهور، ان حوالى 23 في المئة من المجموعة الثانية تطور عندها سرطان جلد من نوع الميلانوما، وهو اكثر سرطان الجلد خطورة. فيما تطور هذا السرطان عند المجموعة الثالثة بنسبة 38 في المئة. وكانت دراسة احصائية حديثة اكدت ان الاميركيين لديهم نسبة عالية من الاصابة بسرطانات الجلد، وقدرت هذه النسبة بواحد من كل 82 شخصاً، فيما كانت في سنة 1980 حوالى واحد من كل 260 شخصاً. وقدرت كلفة معالجة هذه الاصابات سنوياً بحوالى 563 مليون دولار في الحد الادنى. وكما ان للوقاية دوراً في مختلف الامراض، كذلك في سرطانات الجلد، بل اكثر قليلاً حيث للوقاية هنا دور كالعلاج تقريباً. لذلك ينصح جميع اطباء الجلد بحماية الجلد من اشعة الشمس وخصوصاً عند الناس ذوي الجلد الحساس والمعرضين للاحتراق بسرعة، مع وضع المراهم الواقية ونظارات الشمس. اضافة الى المراقبة الذاتية والفحص الذاتي للشامات والوحمات، وهي شائعة الى حد كبير، والانتباه الى اي تغير في لونها او حجمها او في الاحساس بها كأن تصبح حكاكة وملتهبة، او حدوث اي نز منها و تقشر… فقد تكون هذه الاعراض علامات تطور خبيث فيها، لذلك يجب مراجعة الطبيب باسرع وقت ممكن.