اسدلت السلطات المصرية الستار على قضية "باص السياح الألمان". ونفذت أمس حكم الإعدام شنقاً في الشقيقين صابر ومحمود أبو العلا فرحات، اللذين دينا بتنفيذ الهجوم على الباص في 18 ايلول سبتمبر الماضي، اثناء وقوفه في ميدان التحرير أمام المتحف المصري في قلب القاهرة. وأسفر الهجوم عن مقتل 9 من ركاب الباص إضافة الى سائقه المصري. وكانت القضية أثارت جدلاً حول علاقة الشقيقين بتنظيم "الجماعة الإسلامية" الذي تبنى منذ العام 1992 كل العمليات التي نفذت ضد السياح أو الأهداف السياحية في مصر. لكن الشقيقين نفيا أثناء محاكمتهما أن تكون لهما علاقة بأي تنظيم ديني، لكنهما أكدا تبنيهما فكر "تنظيم الجهاد" وأنهما نفذا الهجوم اقتناعاً بأن ذلك "يخدم الإسلام". وتسببت القضية في فتح تحقيقات في أوضاع المستشفيات في مصر بعدما تبين أن صابر فرحات استغل تدهور الأوضاع في مستشفى الأمراض النفسية في مدينة الخانكة حيث كان محتجزاً تنفيذاً لقرار من النيابة بعد ارتكابه جريمة أخرى عام 1993 حين اطلق النار على رواد فندق "سميراميس" في القاهرة فقتل عدداً منهم وجرح آخرين. وأثبتت التحقيقات أن المتهم قدم رشوة الى عدد من الاطباء والعاملين في المستشفى لتسهيل خروجه منه مرات، آخرها قبل حادث الباص بثلاثة أيام، وأنه تمكن من اقناع شقيقه بالانتقام من المجتمع بتنفيذ العملية معاً. ونفذ حكم الاعدام في سجن استئناف القاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة، واقتيد صابر الى غرفة الإعدام أولاً حيث تم تنفيذ الحكم ثم تلاه شقيقه بعد نصف ساعة. وكانت المحكمة العسكرية اصدرت الأحكام في القضية في 30 تشرين الأول اكتوبر العام الماضي، ودانت الشقيقين فرحات بقتل عشرة اشخاص عمداً والشروع في قتل 33 آخرين كانوا في موقع الحادث. ورفض الاثنان استغلال حقهما القانوني في تقديم التماسات الى رئيس الجمهورية لتخفيف الحكم أو معاودة النظر فيه. كما اصدرت المحكمة احكاماً بالسجن فترات تتراوح بين ثلاث وعشر سنين لستة آخرين دينوا بتزويد صابر 33 سنة وشقيقه محمود 24 سنة مسدساً وذخيرة استخدمت في الحادث، وبرئ متهم واحد هو بكر ابراهيم محمد علي سائق. والمتهمون الستة الذين حكموا بالسجن في القضية هم أحمد محمد الجندي 10 سنوات أشغال شاقة وحبيب اسكندر عبدالملك 5 سنوات ومجدي شحاتة سعيد عوض 7 سنوات ومدحت محمد سعيد الكاتب 5 سنوات ووائل محمد سليم حسن 3 سنوات وفتحي عبدالعزيز زايد سنة. يذكر أن دائرة عسكرية أخرى اصدرت أحكاماً بالأشغال الشاقة والسجن لعدد من الأطباء والعاملين في مستشفى الخانكة بعدما دانتهم بالاهمال في اداء وظائفهم وتلقي رشوة. وقبل ان يطلب الواعظ من الشقيقين ترديد الشهادة خلفه رددا هتافات تشبه التي يطلقها أعضاء الجماعات الدينية أثناء محاكمتهم، ومنها "إسلامية... إسلامية... مصر حتفضل اسلامية" و"الاعدام لن يثنينا عن الاسلام". وتحدث الشقيق الأكبر وقال إنه مقتنع بما فعله وشعر بأنه "حقق شيئاً للإسلام". ونفى مجدداً أن يكون انضم إلى أي تنظيم ديني أو تلقى تكليفاً من أحد بتنفيذ عملية الباص، موضحاً أنه اتفق مع شقيقه على الاعداد للعملية وتنفيذها رداً على ممارسات الغرب وإسرائيل ضد المسلمين. رفض التماسات وبعد ساعات على تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في الشقيقين صابر ومحمود أبو العلا فرحات رفض الحاكم العسكري التماسات قدمها 33 من أعضاء "الجماعة الإسلامية" دينوا بمخطط لاغتيال مسؤولين بينهم وزير التعليم العالي الدكتور مفيد شهاب ورئيس محكمة أمن الدولة العليا المستشار أحمد صلاح الدين بدور. وأصدرت المحكمة العسكرية الأحكام في هذه القضية في 1 شباط فبراير الماضي، وقضت باعدام جمال أبو رواش وطه عبدالرازق، والأشغال الشاقة والسجن فترات متفاوتة لپ31 متهماً. وبرأت المحكمة 32 آخرين. وذكرت مصادر أن حكم الإعدام لأبو رواش وعبدالرازق سينفذ في غضون أيام.