طلبت السيدة رنا صدام حسين ابنة الرئيس العراقي وأرملة صدام كامل حسن المجيد شقيق حسين كامل، من أحد المصارف الاردنية دفع مبالغ كبيرة بدل فوائد مصرفية على ودائع تعود الى زوجها. وتقدّر هذه الودائع بعشرات ملايين الدولارات وهي عائدة الى "مؤسسة جنوب آسيا" التي كان يملكها صدام كامل . وكانت رنا عادت مع شقيقتها رغد وزوجيهما الى بغداد في شباط فبراير 1996 بعدما أمضتا ستة اشهر في الاردن. وقتل الزوجان حسين وصدام كامل إثر عودتهما. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان مطالبة رنا، عبر انذار رسمي وجهه محام أردني الى المصرف بموجب وكالة رسمية عنها، تشير الى بدء تعاونها مع افراد العائلة خصوصاً والدها وشقيقيها عدي وقصي لاستعادة اموال أودعت في الخارج باسم حسين كامل وشقيقه صدام. وليس معروفاً هل قبلت رنا التعاون طوعاً في كشف المعلومات أم انها أُجبرت على ذلك، اذ معروف انها في الاقامة الجبرية مع شقيقتها رغد في تكريت منذ تصفية زوجيهما، على رغم الضمانات التي اعطاها إياهما شقيقهما عدي بعدم المسّ بالزوجين في حال قبلا بالعودة الى بغداد من عمان. وكشفت انباء الانذار القضائي الصادر عن المحامي والموجّه الى احد المصارف الاردنية صحيفة "الاردن" الصادرة في عمان تحت عنوان "رنا صدام حسين تطالب بأموال زوجها". ونشرت في صدر صفحتها الاولى نصّ الانذار الذي يحظى بمصادقة الكاتب العدل في عمان والذي تطالب فيه ابنة الرئيس العراقي بتلك الاموال بصفتها الشخصية وبصفتها الوصية عن اولادها القاصرين احمد وسعد ونبع، "ابناء المرحوم صدام كامل حسن المجيد، مالك مؤسسة جنوب آسيا". وجاء في نصّ الانذار ان وكيل المنذرين يطالب البنك بأن "تقوموا خلال اسبوع من تاريخ تبلّغكم هذا الانذار بدفع جميع الفوائد المستحقة التي تزيد عن … الى وكيل المنذرين او في حساب مؤسسة جنوب آسيا التجارية، وبعكس ذلك، فإن المنذرين سوف يكونون آسفين ومضطرين لاتخاذ كافة الاجراءات القانونية، وإقامة دعوى وتقديم شكوى لدى عطوفة محافظ البنك المركزي وتكبيدكم الرسوم والمصاريف التي أنتم في غنى عنها". واختتم الانذار بعبارة: "وقد أعذر من أنذر". وحذفت الصحيفة الاردنية الرقم الذي يحدد قيمة الفوائد التي تستحقها الوديعة والحساب الجاري باسم مؤسسة جنوب آسيا التجارية، والتي تقدّر بعشرات الملايين. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان القيمة الاجمالية للوديعة والحساب الجاري "قد تزيد على عشرات ملايين الدولارات". وذكرت ان البنك الاردني المعني بالانذار قد يكون رفض دفع الفوائد بسبب عدم حصوله على شهادة "حصر إرث" بعد وفاة صدام كامل بهدف تحديد الورثة بحسب القانون تفادياً لمسائلات ومطالبات قانونية محتملة في المستقبل. وقالت هذه المصادر ان المبلغ المودع "كبير الى درجة انه قد يؤثر جدياً على الوضع المالي للمصرف في حال سحبه". وذكرت "الاردن" ان البنك المركزي الاردني "يجري تحقيقات مكثفة مع أحد المصارف الكبيرة والمعروفة بعدما رفض دفع اموال وفوائد كان حسين كامل وشقيقه صدام استوليا عليها من خزائن العراق وأودعاها في ذلك البنك في مقابل فائدة سنوية مقدارها 5 في المئة". وقالت ان الانذار الذي وجه الى المصرف تدعمه وثائق صادرة عن الدوائر الرسمية العراقية وصادقت عليه السفارة الاردنية في بغداد بما في ذلك الاوراق التي تقدم بها الورثة بصفتهم المالكين الشرعيين لمؤسسة جنوب آسيا التجارية التي تحمل رقماً وسجلاً تجارياً أردنياً هو 62233. وكان الورثة اعطوا وكيلهم المحامي وكالة عامة صادرة عن الكاتب العدل في الكرادة في بغداد تحت الرقم 30142 تعطيه حق القيام بكل الاجراءات القانونية اللازمة لاستعادة تلك الملايين. ويذكر ان الوكالة الرسمية من ابنة الرئيس العراقي حملت توقيع السفير الاردني خالد العدوان والقنصل العام اريج الحوامدة ومصادقة دائرة قاضي القضاة في الاردن في تاريخ 28/4/1998 والكاتب العدل في بغداد رشيد جاسم سعيد. وذكرت الصحيفة ايضاً ان من "المعروف ان حسين كامل كان استثمر في البنوك الأردنية والعربية والاجنبية اكثر من بليون دولار، وتجري الآن المساعي الحثيثة لاستعادة هذه الاموال من مصادرها البنكية او من رجال الاعمال الذين تولوا مهمة التجارة نيابة عن حسين كامل وشقيقه". حملة لصحف عدي من جهة اخرى شنّت الصحف العراقية التابعة للنجل الاكبر للرئيس صدام حسين حملة قوية على البعثة العراقية لدى مقر الاممالمتحدة في جنيف لرفضها اعطاء تأشيرة الى مواطن سويسري كي يتولى تدريب فريق كرة القدم الوطني. ولم تعرف الاسباب الحقيقية لهذه الحملة على البعثة التي يرأسها السيد برزان التكريتي وهو أخ للرئيس صدام حسين، خصوصاً ان ليس من صلاحيات الجهاز القنصلي التابع لها، استناداً الى تعليمات الخارجية العراقية اعطاء تأشيرات في مثل هذه الحالات خصوصاً لشخص يريد العمل في العراق. وجاء في تعليق لصحيفة "بابل" التي يملكها عدي صدام حسين صدر في 17 الشهر الجاري: "ليس من منطق يجيز هذا الرفض المبني على جهل تام بأصول التعامل مع الغير، فماذا تخيلت ديبلوماسيتنا برفض استقدام مدرب اجنبي نحن في أمسّ الحاجة اليه كي يعزز من وضع كرتنا في المحافل الدولية. ومن خوّل السلك الديبلوماسي لفّ الاسلاك حول أعناق الخيّرين؟ واذا كانت عقول الديبلوماسية تنضح بمثل هذه الهزالة، فعلى الديبلوماسية نقول السلام". لكن صحيفة "نبض الشباب" وهي تابعة ايضاً لعدي قالت ان المدرب المطلوب مجيئة الى العراق "سويدي" وليس سويسرياً. وقالت في تعليق صدر يوم 18 الجاري: "ام طخ في رأس الممثلية ان تمثّل العراق في البطولات الكروية العالمية بدلاً من جلوسها في جنيف… بلا شغل ولا عمل وبلا حسّ ولا نفس ولا صوت ولا صورة. ويا حبايب هلهولة لممثليتنا الخجولة".