اعلنت أمس الخميس حال التأهب القصوى في القوات الروسية في القوقاز إثر انفجار الوضع في داغستان واحتلال متظاهرين مسلحين مبنى الحكومة، فيما وافق الرئيس بوريس يلتسن على المشاركة في جلسة طارئة للبرلمان لمناقشة الأزمة الناجمة عن اضرابات عمال المناجم لكنه اعتبر محاولات تنحيته "مناورات سياسية بلا معنى". وبدأت الاضطرابات في العاصمة الداغستانية محج قلعة اثر اشتباك بين الشرطة ومسلحين لم تعلن هويتهم ولكن أعلن أنهم لجأوا الى منزل نادر خاتشيلايف النائب في البرلمان الفيديرالي عن داغستان ورئيس اتحاد مسلمي روسيا. وطوق رجال الشرطة المنزل مطالبين باستسلام الموجودين فيه إلا ان مئات المتظاهرين شكلوا "درعاً بشرياً" حول المنزل ثم توجه مسلحون الى مقر مجلس الدولة أعلى هيئة للسلطة والحكومة واطلقوا النيران من الرشاشات وهم يرددون "الله أكبر" ثم دخلوا المقر واعلنوا تشكيل "لجنة طوارئ" وطالبوا باستقالة رئيس المجلس محمد محمدوف وعدد من المسؤولين الآخرين واجراء انتخابات لرئاسة الجمهورية وهو منصب غير منصوص عليه في دستور داغستان. وقطع محمدوف زيارته الى موسكو عائداً الى العاصمة الداغستانية حيث أجرى مباحثات مع الاخوين خاتشيلايف اللذين ينتميان الى قومية "اللاك" وهي واحدة من 15 قومية كبيرة في جمهورية داغستان التي لا يتجاوز تعداد سكانها المليون نسمة. وأعلن الكرملين ان الرئيس بوريس يلتسن يتلقى تقارير عاجلة عن الوضع في داغستان وأمر وزير الداخلية سيرغي ستيباشين بالعودة من فرنسا لقيادة "غرفة عمليات" استحدثت لمتابعة التطورات في داغستان. وأمرت وزارة الداخلية وحدات اللواء 102 التابع للأمن الداخلي وكان حارب في الشيشان بالانتشار في محج قلعة واعلنت حال التأهب القصوى في القوات المسلحة الفيديرالية المرابطة في القوقاز وقطعت جميع الطرق المؤدية الى العاصمة الداغستانية. وحذر رئيس مجلس الفيديرالية يغور سترويف من أن أحداث داغستان قد تتطور الى "مشكلة شبيهة بالشيشان" وذكر ان هناك قوى من خارج داغستان تعمل على زعزعة الوضع وقال ان لديه معلومات "لا يستطيع كشفها". وتم الاتفاق على عقد جلسة طارئة لمجلسي البرلمان يحضرها رئيس الدولة للنظر في "الوضع المتأزم للغاية" في قطاع المناجم. وفي تصريح مشترك أكد سترويف وسيليزنيوف انهما نقلا الى رئيس الدولة "القلق البالغ على مصير البلد" واتفقا على مشاركة السلطتين التنفيذية والاشتراعية في وضع برنامج لمعالجة الأزمة التي تواجهها روسيا. ومن جانبه قال يلتسن ان محاولة الشيوعيين بدء اجراءات لحجب الثقة عنه مجرد "مناورات سياسية بلا معنى".