- الكتاب: صيانة وحفظ المخطوطات الاسلامية - الناشر: مؤسسة الفرقان للتراث الاسلامي - لندن: 1998م - 1418 ه الطبعة الأولى - اعداد: مجموعة من الباحثين صدرت حديثاً أعمال المؤتمر الثالث لمؤسسة "الفرقان للتراث الاسلامي" الذي عقد في لندن ما بين 18 و19 تشرين الثاني نوفمبر من سنة 1995. وصدرت أعمال هذا المؤتمر من قبل باللغة الانكليزية سنة 1996. يقع الكتاب في أربعة أقسام وملاحق، ويبدأ بتمهيد كتبه الشيخ أحمد زكي يماني أوضح فيه جوانب الواقع المحزن للمخطوطات الاسلامية، وما تحتاجه من عناية خاصة في سبيل نفض غبار الإهمال عنها، والاستفادة من التطور العلمي التكنولوجي لحفظ المخطوطات من العوادي الطبيعية والاصطناعية. ويتضمن الكتاب كلمة افتتاح المؤتمر التي قدمها رئيس مجلس ادارة المركز الاسلامي في بيروت يوسف إيبش، وبَيّنَ ما تُعانيه "المخطوطات في مكتبات العالم الاسلامي من التلف بسرعة مفزعة" جراء عوامل الزمن "وتلوث البيئة والحشرات والطفيليات والحريق والفيضانات وحروب الإبادة العرقية التي أدت الى فقدان الآلاف من المخطوطات التي لا تعوض ولا تقدر بثمن...". وجاء القسم الأول من الكتاب تحت عنوان "المجموعة الخطية: الأوضاع وجهد الصيانة والتطلعات" وتضمن عشر محاضرات قدم الأولى عابد رضا بيدار بعنوان "حفظ المخطوطات الاسلامية في الهند" وأشار الى تقدم جهود التطوير في مكتبة خُدا بخش الشرقية العامة التي تضم حوالى 1800 مخطوطة اسلامية، ويُهددها فيضان نهر الغانغ الذي يبعد مجراه عن المكتبة حوالى 200 متر تقريباً. وذكر المحاضر ان مكتبة مخطوطات الساعدية في حيدر آباد حرقها المتطرفون الهندوس بينما اختفت مخطوطات مكتبة دلهي القديمة. وتحدث توني بيش عن صيانة محتويات مكتبة الخالدي في القدس التي تضم حوالى 1200 مخطوط، وتحفظ في بناء "كان في الأصل تربة للزعيم الخوارزمي حسام الدين بركات خان، ثم أعيد بناؤها في موقع تجاري قديم في أواخر القرن الثالث عشر للميلاد...". وطالب بيش باستمرار العمل "حتى تفتح مكتبة الخالدي أبوابها مرة أخرى أمام الباحثين في مجال الدراسات الاسلامية". وتضمن الكتاب بحثاً قدمه محمود فهمي حجازي تحت عنوان: "سياسة صيانة المكتبة الوطنية دار الكتب المصرية وحفظها". وبين الباحث "المشكلات التي برزت خلال السنتين". وركز على السياسة والمشاكل و"المشروعات والتعاون الدولي" من اجل حفظ المخطوطات وصيانتها في دار الكتب التي تضم أكثر من مئة ألف مخطوط اضافة الى ثلاثة آلاف ورقة بردي عربية، وما يقارب من 175000 وحدة أرشيفية تقع في أكثر من خمسة ملايين صفحة باللغة العربية وغيرها من اللغات الحية. وفي الكتاب بحث قدمه بسام عدنان داغستاني عن ترميم المخطوطات في مركز جمعية الماجد للثقافة والتراث في دبي الذي يملك 5500 مخطوطة. وتم ترميم وتجليد ما يزيد على 700 مخطوطة منها من قبل العاملين في قسم ترميم المخطوطات في المركز. وتضمن هذا الباب من الكتاب بحثاً بعنوان "مكتبة القيروان العتيقة وسبل صيانتها" من إعداد مراد الرماح الذي نوّه بما أولته ادارة الأوقاف من رعاية للمخطوطات قبل الاستقلال حين اعتمدت نظام تصوير الوثائق والمخطوطات منذ سنة 1949. وبعد الاستقلال حُلّت الأحباس الأوقاف ووزعت بعض مقتينات مكتبة القيروان على المتاحف في المنستير وصفاقس وأثري ومتحف باردو ولم يتم ضبط ما أُخرج من مكتبة القيروان. وجاء تجميع المخطوطات في دار الكتب التونسية سنة 1967 ليُخرج المخطوطات من أماكنها الأصلية من دون توثيق أو قيود دقيقة. ثم صدر قرار سنة 1983 قضى بإعادة ما تبقى من مجموعة مكتبة القيروان الى موقعها فأودعت في متحف رقاده سنة 1983، وبدأت عمليات الصيانة والترميم سنة 1985 بشكل بسيط ثم تطور سنة 1995 حين قدمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم مساعدة سمحت باقتناء آلات تصوير ميكروفيلم فرنسية، كما ساهم في مشروع تأمين آلات التصوير وبرنامج التعاون التونسي - الألماني الذي شمل الترميم والصيانة والتجليد والفهرسة والنشر. وفي هذا الباب بحث بعنوان "المخطوطات في مكتبة الملك فهد الوطنية" أعده أمين مكتبة الملك فهد الوطنية في الرياض علي بن سليمان الصوينع الذي أشار الى امتلاك المكتبة لپ2942 مخطوطة أصلية وحوالى 14000 مخطوطة مصورة على الميكروفيلم و1328 مخطوطة مصورة على الميكروفيش، و367 مخطوطة مصورة على الورق. وأشاد الباحث بما توفره الجهات المعنية من امكانات للمكتبة. وجاء بحث محمد بن شريفة "حول ترميم المخطوطات في المغرب" حين تمت المحاولة الأولى في هذا المجال في مطلع الستينات، وما تلا ذلك من خطوات بدعم اليونسكو ابتداء من سنة 1982، ثم التعاون الاسباني - المغربي في ترميم وصيانة المخطوطات. وتناول بحث أنس كارتش "مأساة المخطوطات الاسلامية في البوسنة والهرسك" أثناء الحرب الأخيرة 1922 - 1996 التي أتت على محتويات المكتبة الوطنية والجامعية في ساراييفو بمطبوعاتها واكثرية مخطوطاتها، كما احترقت مخطوطات ومطبوعة معهد الدراسات الشرقية جراء القصف المدفعي الصربي، وبقي فهرس مخطوطات المعهد في مجلدين. وأشار الى أهمية تصوير المخطوطات الباقية التي ربما سيحرقها الحاقدون يوماً ما. وبحث محمود المرعشي النجفي موضوع ترميم وصيانة المخطوطات في مكتبة شهاب الدين المرعشي النجفي العامة في مدينة قم الايرانية التي تضم 26300 مخطوطة. واختتم القسم الأول من الكتاب ببحث عنوانه: نظرات في واقع المخطوطات في اليمن، أعده أمين عام الأمانة العامة لدار المخطوطات في صنعاء عبدالملك محمد بن محمد المقحفي، وتناول القسم الثاني من الكتاب صفحات 125 - 289 "مناهج حديثة في الصيانة والحفظ والتوثيق". وتضمن سبعة بحوث أولها لنصري اسكندر بعنوان "حفظ وصيانة البردي والرق والورق في المتحف المصري"، والثاني بعنوان "تطور تجليد الكتب الاسلامية والحفاظ عليها في المكتبة البريطانية" أعده ديفيد جيكوبس وبربارة روجرز، وثالث لرائق عبدالله جرجيس وعنوانه "كوديكو لوجيا متألق الإيون: قيمتها في تطوير الصيانة العلمية للمخطوطات الاسلامية". وأعد البحث الرابع أورسولا درايبهولتز وتناول معالجة صحائف الرق المخطوطة في العصور الاسلامية المبكرة، وتركزت المعالجة على "المخطوطات التي اكتشفت في العاصمة اليمنية صنعاء". ويليه بحث فرنز شفارتس وعنوانه "كيف تصان المخطوطات" هل في صورتها الأصلية أم بإعادة تشكيلها؟ ولفت نظر أهمية "تأسيس قاعدة معلوماتية عالمية". واعد البحث السادس مهدي عتيقي وعنوانه "المشكلات الخاصة بمعالجة المخطوطات الاسلامية الورق". وختام هذا القسم بحث فردريك فنتزر وغيره، وعنوانه "نحو تيسير الوصول الى مواد مكتبة الفاتيكان من خلال شبكة الانترنت". وعالج القسم الثالث "الصيانة الوقائية مشكلات وحلول" وفيه بحثان الأول من اعداد آن سببرت وعنوانه "اتجاهات جديدة في الصيانة الوقائية" وما الذي يمكن القيام به في مواجهة المناخ والطوارئ والآفات. والبحث الثاني من اعداد امبارو دي توريس، وعنوانه "الحفاظ الوقائي، اتجاهات عالمية". وخصص القسم الرابع للباحث ابراهيم شبوح وعنوان بحثه "نحو معجم تاريخي لمصطلح ونصوص فنون وصناعة المخطوط العربي" صفحات 341 - 393. وجاءت الملاحق في آخر الكتاب، وتضمنت تعريفاً موجزاً بأصحاب البحوث. وتضمن ايضاً قائمة بأسماء الذين شاركوا في المؤتمر أو قُدمت فيه البحوث وتلتها قائمة بأسماء الشركات العاملة في مجالات الحفظ والصيانة التي شاركت في المعرض الذي صاحب المؤتمر الذي قدمت فيه بحوث هذا الكتاب. يعتبر الكتاب اضافة مفيدة للمكتبة العربية التراثية، وكان من الممكن تحقيق إفادة أفضل لو تضمن ما جرى من مناقشات تجاوزت قيمتها بعض البحوث وأكملت نواقصها.