من الصعب تخيل منتخب كولومبيا من دون لاعب خط الوسط وقائده كارلوس فالديراما. ويفرض هذا اللاعب نفسه بتسريحة شعره المختلفة اضافة الى كونه مهندس لعب المنتخب منذ ظهر بقوة على الساحة في نهاية الثمانينات. وسيخوض موندياله الثالث والاخير في فرنسا الصيف المقبل. ورغم بلوغه سن ال 36 يبقى فالديراما اهم عنصر في الفريق الكولومبي ومن دونه يفقد اللاعبون تنظيمهم ويصابون بضياع تام، ذلك ان فالديراما ينظم كل هجوم كولومبيا وكل كرة تنتقل من الدفاع الى الهجوم تمرّ عبره. يعتبره الكثيرون كسولاً ويكتفي احياناً بتمرير كرات عرضية سهلة الى رفاقه.، لكن فالديراما يملك قدرات كبيرة لا سيما في تبديل نمط لعبه ما يفاجئ مراقبيه ويساعده في اختراق دفاعات الفرق الخصمة عندما تظن انها في مأمن من الخطورة، كما يملك دقة في التمرير وقادر على خردقة اي دفاع في العالم. ويجد فالديراما نفسه احياناً كثيرة في مواقع للتسجيل وهو الذي سجل هدف منتخبه ضد الارجنتين عندما تعادلا 1-1 في بوينس ايريس في التصفيات. يلعب فالديراما في الدوري الاميركي مع ميامي فيوشن ولا يشعر انه في سن ال 36 ويقول: "اشعر انني الآن افضل مما كنت عليه قبل 3 سنوات". ويعشق اللاعب رقصة "السالسا" مثله مثل كل الكولومبيين ويؤكد ان تعلم خطوات هذه الرقصة ساعده في تطوير فنياته الكروية. وخيبة الامل الوحيدة بالنسبة لفالديراما انه لم يتمكن من تحسين مستواه الحقيقي عندما لعب في اوروبا وهو الذي توج لاعب العام في اميركا الجنوبية وملأ ملاعبها بالفن والتقنية العاليتين. ففي مونديال ايطاليا 1990 لم يرتق فالديراما الى مستوى الطموحات المعقودة عليه وعلى منتخبه، قبل ان "يغرق" مع الفريق في مونديال 94 في الولاياتالمتحدة. وعندما انتقل الى اوروبا لم يلعب الا مع مونبيلييه الفرنسي ومع بلدالوليد الاسباني الضعيفين نسبياً فلم يقدم الكثير وعاد الى بلاده يجرّ أذيال الفشل. ودار كلام في الفترة الاخيرة عن عدم تمكن فالديراما من دخول الاراضي الفرنسي لأنه مدين لقسم الضرائب بأموال عندما كان يلعب مع مونبيلييه لكنه دفع المبلغ المترتب عليه وسيكون ضمن المنتخب الكولومبي في فرنسا. ويعرف فالديراما انه امام الفرصة الاخيرة لتحقيق شيء مميز لكولومبيا ليتمكن من اسدال الستار على مسيرته الكروية ايجابياً، ولانقاذ جيل وعد بالكثير وقدم القليل.