اعتقلت الشرطة السودانية عشرة محامين خلال تجمع لهم امس في الخرطوم واصابت اربعة منهم بجروح في اثناء تفريقهم. كما عطلت السلطات المعنية صحيفتين سودانيتين وأنذرت ثالثة. وكانت شرطة مُكافحة الشغب فرقت تجمعاً ضم مئات من المحامين، اعضاء "التحالف الوطني لاسترداد الديموقرطية" هيئة نقابية، واحتجزت عدداً منهم بعدما احتشدوا امام دار نقابة المحامين لإقامة ندوة عن الدستور الجديد، وصفتها السلطات المعنية بأنها غير مشروعة. وقال نقيب المحامين فتحي خليل ل "الحياة" انه كان أصدر امراً بإغلاق دار المحامين امام اعضاء "التحالف"، وذلك "تجنباً لحصول مواجهات". لكن محامين من "التحالف" تجمهروا امام الدار حيث خاطبهم رئيسهم المحامي غازي سليمان الذي ندد بالقيادة الحالية لنقابة المحامين ووصفها بأنها "غير شرعية". وقال امام مئات من المحامين ان "التحالف الديموقراطي سيواصل عمله من اجل تحقيق أهدافه في إزالة سلطة القمع والارهاب، وحتى إقرار الحريات وضمان حقوق الانسان". ودعا الى إطلاق المحامي المعتقل خالد ابو الروس الذي قال انه "في وضع حَرج داخل السجن". وفي المقابل، قال النقيب فتحي خليل ل "الحياة" امس :"ان الندوة التي كان التحالف يخطط لعقدها غير قانونية. لدينا لجنة في دار النقابة تهتم بتنظيم الندوات، لذلك لا يحق لأي جهة سواها إقامة الندوات". والمحامون المعتقلون هم، محمد حمزة محمد طاهر وسامية احمد عبدالله وعلاءالدين محمد بدري وعلم الدين عبدالغني وعبدالنبي مرسال وأيوب عبدالله مصطفى ومحجوب محمد عبدالله واسامة محمد بدري وامير حسن عطاالمنان وعفاف عبدالرحمن علي. اما الجرحى الاربعة فأحتجزوا في احد المستشفيات لساعات. الى ذلك، اوقفت السلطات السودانية صحيفتي "الرأي الآخر" و"الشارع السياسي" عن الصدور لثلاثة ايام، ووجهت إنذاراً لصحيفة "الوفاق" بتعطيلها. واتهم المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الذي اصدر القرار، "الرأي الآخر" بتجاوز معايير العدل في القول والكتابة وعدم الدقة ما يُعتبر مثيراً للفتنة. اما "الشارع السياسي" فاوقفت بسبب شكوى قدمها المشرف على الاستفتاء على الدستور بشرى احمد الشيخ الذي قال ان الصحيفة نشرت ان "الاقبال على الاستفتاء ضعيف ..."، واعتبرت اللجنة ان الخبر كاذب لأنه نُشر في اول ايام الاستفتاء. من جهة اخرى، تلقى الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد امس رسالة من وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل. وتناولت الرسالة التي نقلها مندوب السودان لدى الجامعة السفير أحمد عبدالحليم، نتائج مفاوضات نيروبي بين الحكومة السودانية وبين "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، ومطالبة الدول العربية التحرك لتوفير مواد اغاثة لمواجهة المجاعة في جنوب السودان.