حكمت محكمة أمن الدولة في الاردن امس بالسجن لمدة تسعة شهور بحق المعارض السياسي نقيب المهندسين السابق ليث شبيلات، بعد ادانته بتهمة التحريض على التجمهر غير المشروع خلال اضطرابات شهدتها مدينة معان في جنوب المملكة في شباط فبراير الماضي. وأمرت المحكمة التي تخضع قراراتها للاستئناف لدى محكمة التمييز، بتنفيذ الحكم فوراً. ووضعت الشرطة الاصفاد في يدي شبيلات بمجرد صدور الحكم عليه وتم اقتياده خارج قاعة المحكمة التي سمح للصحافيين بتغطية جلستها هذه، علماً ان السلطة القضائية كانت فرضت حظراً على تغطية القضية الى حين الانتهاء من اجراءات المحاكمة وصدور الحكم. ومن المتوقع ان يستأنف وكيل شبيلات نقيب المحامين حسين مجلي الحكم مباشرة. يذكر ان هذه هي المرة الثالثة التي يتلقى فيها شبيلات حكماً بالسجن. اذ كان الملك حسين اصدر عفواً ملكياً عن شبيلات في المرتين السابقتين اثر الحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر على نظام الحكم بالتعاون مع ايران عام 1992 ثم بعد الحكم عليه بالسجن عشرين عاماً بتهمة التطاول على العاهل الاردني الملك حسين عام 1996 من خلال محاضرات ألقاها داخل المملكة هاجم فيها معاهدة السلام مع اسرائيل. وقال رئيس محكمة امن الدولة العقيد يوسف الفاعوري ان شبيلات استحق العقوبة بعد ان ثبت بوضوح تورطه في جريمة التحريض غير المشروع وان ما قام به يتعدى ممارسة حقه في حرية التعبير. واعتبرت المحكمة ان خطابات شبيلات التحريضية في احد مساجد معان تسببت في اليوم التالي بالاضطرابات التي اسفرت عن مقتل مواطن وجرح 23 شخصاً. وكانت الحكومة فرضت حظراً شاملاً على التظاهرات خلال الازمة الاخيرة بين العراق والولايات المتحدة والتي هددت في حينه بمواجهة عسكرية محتملة بين الجانبين. وفرضت الحكومة طوقاً امنياً وعسكرياً حول مدينة معان دام اسبوعاً فيما اعتقلت السلطات الامنية عشرات المواطنين المشتبه بتورطهم في الاضطرابات، تم الافراج عن غالبيتهم في وقت لاحق. واعرب مجلي عن استغرابه ازاء صدور الحكم بالحبس لمدة تسعة شهور معتبراً ان العقوبة المترتبة على التهمة لا تتجاوز السجن لمدة اربعة شهور. وكان شبيلات أُطلق في نيسان ابريل الماضي بالكفالة بعد نحو شهرين من اعتقاله فيما كان في طريق عودته من معان الى منزله في عمان عشية الاضطرابات. وقال شبيلات في حينه ان التظاهرات حصلت بعد اعتقاله رغم الاحتياطات الامنية التي اتخذت في معان، معتبراً انه ليس مسؤولاً عنها. وقرأ العقيد الفاعوري اجزاء من خطاب شبيلات الذي هاجم فيه الحكومة التي اتهمها بالخيانة وبتحريك قوات عسكرية الى الحدود مع العراق "للمشاركة في الهجوم الاميركي المحتمل على العراق". وكان الملك حسين اصطحب شبيلات في سيارته بعد الافراج عنه من السجن قبل عامين وأوصله الى منزل والدته.