حين نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً على قلبك، فذلك لأن قلبك فلذة من أكبادنا. ليست مسألة شخصية أن نبقى في دائرة القلق، إلا حين نراك تبتسم قائلاً: عادت دورة الدم تملأ النهر بالماء الذي يصهل. ولأنك قرب نهر فنحن نطمئن. ماذا بعد ذلك. دائماً نخشى عليك من مدن بلا أنهار. ولأنك الكرمل العالي الذي يطلّ على حيفا، فإن أحبتك قلقوا عليك، وهم عدد الرمل في شاطئ حيفا. ذاهب إلى ما يشبه فلسطين، قادم من ما يشبه فلسطين. وعمّان وباريس محطتان. كأنك تسافر لتقنع الآخر الذي لم يعد يسمع القهر المكبوت في قلوب الضحايا، بما هو بدهي. لهذا يتعب القلب أحياناً. وله الحق في أن يتفحص غربته وإنسداد شرايينه، بين الحين والآخر. يا صديقي وزميلي الذي ناكفته زمناً من الزمن، لماذا ترفض الشكوى والبوح. قبل أيام قليلة من سفرك إلى باريس، زرتك في منزلك في عمّان، كنت مرهقاً ومتعب الروح، لكنك كنت تستعيد أمامي صورة أخرى جميلة وقديمة، حتى أوقعتني في وهم قوة القلب واللسان. لماذا نفترض دائماً نحن الأصدقاء انك القوي الذي لا يشكو!!! قلبك حديث محبّبك، وهم ينتظرون ان يعود قلبك إلى الصهيل بقصائدك الكرملية الأندلسية، التي أوقعتنا في حالة العشق. كأنك منذور لمقاومة التشظي. سأعترف بالتقصير، لكنك تعرف أنني المؤقت الأبدي. وأنت تعرف ان الزمن الرمادي الذي كنت دائم الحديث عنه قد تحول إلى أزمنة فسيفسائية. وحتى لا تظل برقيتي إليك في باريس 21/3/1998 التي كنت أتوهم أنك حينذاك، كنت قادراً على قراءتها. ليظل قلبك الذهبي الغالي علينا أسداً فلسطينياً ينبض بعشق الأرض والشعب. فوجئت بنبأ العملية وفرحت لنجاحات قلبك المتواصلة. انني واثق أن قيثارات قلبك ستعود للعزف قريباً تلك الألحان التي أحببناها. قلبك يهمني، ويهم الملايين. سلامات زوجتي جفرا وكرمل وكنعان ودالية لك، آملين أن تعود كالحصان الذي يصهل في اللغة والحياة غير وحيد. محمود درويش الذي ناكفته وناكفني... والله العظيم الذي لا شريك له... أحبك ولا شريك لك في القصيدة فأنت مثل سور عكا، تلتطم الأمواج والغزوات به منذ آلاف السنين وهو يبتسم ولا يشكو.