قال المسؤولون عن محطة غويانا الفضائية ان جميع الانظمة على متن القمر الاصطناعي المصري "نايل سات 101" تعمل في صورة طبيعية، وان محطة "6 اكتوبر" المحاذية للقاهرة ستتولى ادارة الجرم الفضائي ابتداء من 28 الشهر المقبل عقب الانتهاء من اجراءات التشغيل والاختبار الاولية. ونجحت عملية الاطلاق المزدوج قرابة منتصف الليل الماضي لصاروخ "آريان 44 بي" من القاعدة الفضائية الاوروبية الواقعة جنوب غربي اميركا الجنوبية، وذلك على رغم مخاوف، حاول المسؤولون عن القاعدة اخفاءها والتكتم عليها، وتتعلق بخلل شهدته الاجراءات التحضيرية وعملية الاتصال بقمر "بي. سات بي 1" الياباني الذي حملته ايضاً "الرحلة 108" التي سمحت بوضع "نايل سات" في مدار مجاور للأرض. ويعتبر القمر الاصطناعي المصري الاول الذي تطلقه دولة عربية، وهو قادر على تأمين ارسال رقمي شديد الوضوح يغطي العالم العربي ويكفل بث 84 قناة تلفزيونية ونحو 400 قناة اذاعية و12 قناة تفاعلية للمعلومات. وقال المسؤولون في "شركة مصر للأقمار الاصطناعية" صاحبة المشروع انهم يتوقعون بلوغ بثهم الفضائي 60 مليون منزل في البلدان العربية. وذكر اريك تروييل المسؤول الصناعي عن المشروع لدى "ماترا ماركوني اسباس"، التي تولت تصنيع القمر الاصطناعي بالتعاون مع "آلكاتل" الفرنسية، ان عملية مراقبة "نايل سات" بدأت بعد 21 دقيقة من اطلاق الصاروخ. وأضاف: "اقمنا ربطاً مباشراً بين القمر الاصطناعي والقاعدة الارضية في بيرث استراليا التي استأجرناها في اطار مشروع نايل سات. ولجأنا الى تشغيل اجهزة التحكم والتوجيه وقياس المعلومات عقب انفصال القمر عن مقدمة الصاروخ ثم باشرنا تشغيل اجهزة الارتفاع ومحركات الدفع التي عملت في شكل جيد". ووصف وضع القمر حالياً بأنه في "وضع سليم ومستتب". وقال: "سنبدأ غداً اليوم الخميس وخلال يومي الجمعة والاحد اطلاق محركات الدفع على ان يجري نشر الاذرعة الشمسية وهوائي الارسال خلال الاسابيع الثلاثة اللاحقة لبلوغ مرحلة التشغيل الكاملة". وقال ل "الحياة" انه ليست هناك مخاطر تحيق بعمل "نايل سات" وان "المشاكل الوحيدة التي ستحدث قد تكون على مستوى الارسال والاستقبال، وهذا قد يخل بعمل الجرم الفضائي لكنه لن يؤثر عليه الا في شكل محدود وموقت". ومن المقرر ان يتوجه وفد من "ماترا" و"آلكاتل" الى محطة "6 اكتوبر" المجاورة للقاهرة لمراقبة استقبال المعلومات في الفترة من 15 الى 20 أيار مايو المقبل ليتم، بعد التحقق من صحة المعطيات وحسن تشغيل التجهيزات، نقل الاشراف من محطة تولوز الفرنسية الى محطة القاهرة التي تساندها محطة الاسكندرية المجهزة كمحطة احتياط واسناد. وذكر تروييل ل "الحياة" ان القمر يدور في مسار اهليلجي يتراوح بين 200 كلم و36 ألف كلم. وقال انه سيتم اطلاق محركات الدفع ثلاث مرات عندما يصل القمر الى أقصى ارتفاع لوضعه في مدار ثابت على علو 36 ألف كيلومتر، حيث تصبح سرعته موازية لسرعة دوران الارضمما يمنحه طابع ثبات في الفضاء الخارجي فوق النقطة التي يغطيها. وأضاف ان توجيه "نايل سات" يتم من تولوز والاوامر التي تصدر اليه تطلق ايضاً من محطة بيرث الاسترالية ومحطتي القاهرةوالاسكندرية، على ان يتولى المهندسون المصريون الاشراف في شكل كامل على تشغيل "نايل سات" في نهاية تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وأشار الى ان العقد الحالي البالغة قيمته 158 مليون دولار نص على بناء مكونات قمر ثانٍ. وقال: "نحن جاهزون لتأمين وبناء القمر الاصطناعي الجديد عندما يطلب منا الجانب المصري ذلك، وهذا رهن بإبرام عقد اطلاق ثانٍ".