على مدى السنوات القليلة الماضية، بزغت اصوات عربية كثيرة بدأت مشوارها الغنائي في بلادها، ثم تجولت في عدد من البلدان العربية والاجنبية وكونت قاعدة جماهيرية، ثم حطت في القاهرة لتبدأ انطلاقتها الكبرى. المطربة اللبنانية جيهان مراد جاءت الى القاهرة لتسجل فيها اولى خطواتها في عالم الغناء. ولإيمان المستشار مجدي العمروسي بقدرات المطربة جيان وامكاناتها الكبيرة، فقد اهداها قصيدة "لإن طال عمري" التي وضع لحنها الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب وظلت حبيسة لمدة 22 عاماً. "الحياة" التقت المطربة الجديدة جيهان مراد في القاهرة وكان هذا الحوار: ما ترتيب القاهرة بين محطاتك الفنية؟ - القاهرة محطتي الاولى. فقد تعلمت العزف على العود وأنا صغيرة في لبنان، ثم التحقت بالمعهد الموسيقي لدراسة الموسيقى. وبعد التخرج مارست مهنة التدريس مع ممارسة الغناء كهواية في لبنان وسورية. وحين فكرت في احتراف الغناء قررت ان تكون البداية من القاهرة، فأنا احب اللهجة المصرية، كما ان جذوري مصرية إذ ان جدي مصري من مدينة اسيوط في صعيد مصر، وهاجر الى لبنان واستقر فيها، ولذلك فان جذوري مصرية ونشأتي لبنانية. من صاحب البصمة على بطاقة مرورك الى القاهرة؟ - التقيت في سورية الموسيقار الراحل سيد مكاوي في احدى زياراته، فسمع صوتي وشجعني على القدوم الى مصر، وأيضا الشاعر جورج جرداق الذي كتب قصيدة "هذه ليلتي" التي قدمتها كوكب الشرق أم كلثوم، فسمع صوتي وشجعني على تنفيذ فكرة قدومي الى مصر. ولذلك زاد حماسي، وجئت الى القاهرة، والتقيت الموسيقار صلاح عرام والموسيقار حلمي بكر والموسيقار الراحل سيد مكاوي والموسيقار خالد الامير. ثم قدمني مكاوي الى المستشار مجدي العمروسي رئيس مجلس ادارة شركة "صوت الفن"، ووضعنا استراتيجية للتعاون بيننا، وقدم لي لحن قصيدة "لإن طال عمري" للموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب وشعر الامير عبدالمحسن آل سعود، وقال إنه يحتفظ بها منذ 22 عاماً بناء على اتفاق بينه وعبدالوهاب بأن يقدمها من دون مقابل للصوت القادر على تقديمها". فعلاً قدمت القصيدة ضمن اغاني الألبوم الاول الذي صدر قبل فترة ويحمل عنوان القصيدة نفسها، ووضع الاطار الموسيقي للحن الموسيقار حلمي بكر الذي قدم لي ايضا في الالبوم نفسه اغنية "الله يسامحك" كلمات فوزي ابراهيم. كما قدم الموسيقار سيد مكاوي لي قبل رحيله اغنيتين هما: "أعاتب الأيام" كلمات محمد حمزة و"تحت امرك" كلمات عمر الجبيلي، بالاضافة الى اغنية للموسيقار خالد الامير بعنوان "عيني علي" كلمات عبدالسلام أمين، وهذه هي مجمل اغاني ألبومي الغنائي الأول في القاهرة والأول في دنيا الاحتراف. أليس صعباً أن تكون بدايتك في القاهرة وسط حشد من المطربين والمطربات؟ - لكل مطرب ومطربة لون محدد، وأنا احب الأصالة الشرقية وصوتي يعبر عنها. وكل مطرب أو مطربة يستطيع تحديد موقعه بين الجميع في الساحة من خلال مستوى الاعمال وجودتها ومدى الجهد المبذول. أي الشعراء تفضلين الغناء لهم؟ - اختار الكلمة السهلة الراقية المحافظة التي لا تخجل منها الاسرة، ولا يقف ذلك عند حد شعراء محددين، والدليل أنني في ألبومي الاول تعاونت مع خمسة شعراء . وأنا أتمسك بحقي في الاختيار والمتابعة مع الشاعر والملحن الى أن تخرج الاغنية في صورتها النهائية التي ترضي الجميع، ولا أبحث عن الاغنية التي تساير العصر، وإنما التي يحبها الجميع وتعيش فترة طويلة. كثيرون سبقوك في تقديم اغنيات محمد عبدالوهاب، لكنك تقدمين له لحناً لم يسبق له الخروج الى النور.. فهل تخشين من النتيجة وتشعرين بالخوف؟ - أبداً. اشعر بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقي من جراء اختياري لأنال شرف غناء قصيدة "لإن طال عمري" لأحد عمالقة الفن، وقد جُندت لهذا العمل نخبة كبيرة من أفضل العازفين، ووضع الاطار الموسيقي له الموسيقار حلمي بكر، وقد استغرق تسجيل القصيدة في الاستوديو فترة تكفي لتسجيل ألبوم غنائي كامل حتى يخرج العمل بالشكل الذي يليق به. كما أن القصيدة خرجت في شكل جديد إذ أن البداية والنهاية مسجلتان بصوت الموسيقار محمد عبدالوهاب. ماذا عن تجربتك في تقديم اغنية وطنية عن مشروع توشكى العملاق؟ - كل المصريين يقدرون اهمية مشروع توشكى العملاق، ولذلك كتب الشاعر محمد جلال كلمات تعبر عن شعوره وشعور كل المصريين، فأخذتُ الكلمات ووضعتُ اللحن لها، مشاركة مني في الفرحة بهذا المشروع، وغنيتها في برنامج "صباح الخير يامصر"، كما صورتها للتلفزيون المصري. لماذا، إذن، لم يتضمن الالبوم الاول اغنية من ألحانك؟ - البداية دائماً صعبة، وتحتاج لحسابات خاصة، ولذلك فضلت أن أبدأ مع ألحان كبار الموسيقيين، وإن شاء الله سيتضمن الألبوم الثاني وما يليه اغنيات من ألحاني. وبعضها جاهز بالفعل.
