نشب أخيراً نزاع قوي بين رسامين وفنانين المان غربيين وشرقيين حول الموقف من الرسام الشرقي المعروف برنهارد هايزيغ الذي كلفته لجنة الفنون في البرلمان الاتحادي برسم لوحتين كبيرتين لتعليقهما في مبنى الرايخستاغ في برلين. وتجري حالياً اعادة بناء جزء أساسي من الرايخستاغ لتحويله الى مبنى البرلمان الجديد للنواب الاتحاديين عند انتقال الحكومة والنواب الى العاصمة الجديدة في صيف العام 1999. وعندما زارت اللجنة استوديو الرسام وجه 58 رساماً وفناناً وكاتباً المانياً غربياً وشرقياً نداءً الى اللجنة للتراجع عن قرارها بتكليف هايزيغ، إذ وجهوا اليه تهمة العمل لمصلحة "الفن الحكومي" لالمانياالشرقية السابقة. وقال هؤلاء في ندائهم ان تكليف رسام كان يتمتع بامتيازات في ظل الدولة الشيوعية السابقة "ليس خطأً فنياً تاريخياً فحسب، وانما هو ايضاً فقدان للاحساس". ووقّع النداء عدد من الشخصيات المعروفة مثل الكاتب يان فاكتور ورالف جيوردانو ويورغن فوكس وكاتيا لانغر - موللر. لكن الهجوم على الرسام هايزيغ أثار جملة تضامن سريعة معه بادر اليها تلميذه السابق الرسام هارتفيغ ايبرسباخ أحد أوائل الذين بدأوا معارضة النظام السابق قبل انهياره. واعتبر ان الهجوم على استاذه السابق محاولة من دوائر فنية وأدبية غربية لتجريم المبدعين الذين عملوا في الدولة الالمانية السابقة. وسارع الى دعم حملة التضامن كتّاب كبار من الغرب والشرق امثال غونتر غراس والرسام فولفغانغ ماتهويزر والنحات فرنر شتوتسر ومديري متاحف مثل ديتر رونته مدير "متحف الفن" في بون ومدير "المتحف الوطني الجديد" السابق في برلين ديتر هونيش الذي اعتبر ان التخلي عن الرسام هايزيغ أمر فيه مقامرة ومغامرة. اما الرسام نفسه البالغ من العمر 72 عاماً فلم يشأ التعليق على الضجة التي تثار حالياً حوله. كل ما ذكره للصحافيين الذين زاروه ان اللوحتين أصبحتا جاهزتين للنقل: الأولى هي بعنوان "مذنب الواجب" والثانية عالجت موضوعاً تاريخياً عن حروب البروسيين التي قادها الملك فريدريش الثاني. واكتفى بالقول: "الرايخستاغ هو مكان تاريخي، ويجب ألا يكون مسموحاً تعليق ديكورات فيه" في انتقاد واضح منه الى الفن الحديث او الى نظرية "الفن للفن". ومعروف ان البرلمان الاتحادي خصص مبلغ 30 مليون مارك 6.16 مليون دولار أميركي لتزيين مبناه الجديد في برلين باللوحات والتحف الفنية المختلفة.