بهدوء ودون ضجة اعلامية يواصل علماء الفضاء وضع خطط لارسال بشر الى كوكب المريخ. أبحاث وتقنيات تطورها وكالات الفضاء ومراكز الأبحاث والجامعات للسفر والعيش على سطح الكوكب الذي أثار خيال البشر منذ قديم الزمان. وتركز الجهود الجديدة على ابتكار سفن فضائية أخف وزناً وأقل كلفة يمكن استخدامها كمنازل وتجهيزها بوسائل لاعادة تدوير الماء والهواء والنفايات وانتاج الغذاء والحصول على الوقود داخل كوكب المريخ. المسكن الفضائي بسبب المعارضة الرسمية لارسال بعثات مأهولة الى المريخ تدعم وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" مشاريع قليلة الكلفة بأمل أن يحل يوم تحقق فيه هذه التكنولوجيات حلم الرحلة الى المريخ. وذكر لويس فريدمان مدير الجمعية الفضائية الأميركية أن نفقات بعثة مأهولة الى المريخ انخفضت بشكل حاد خلال السنوات القليلة الماضية. أحدث دراسة صادرة عن "ناسا" قدّرت نفقات ارسال ستة رواد الى المريخ في رحلة تستغرق فترة ما بين سنتين وثلاث سنوات نحو 55 بليون دولار. ولا يشكل هذا المبلغ سوى 10 في المئة من تقديرات سابقة قبل عقد من الزمان. وتم فعلاً بناء تكنولوجيات قليلة الكلفة وتقديمها للاختبار في المحطة الفضائية الدولية التي سيبدأ العمل في بنائها في العام الحالي. تشارك في بناء المحطة الدولية التي يبلغ وزنها 470 طناً الولاياتالمتحدة وروسيا ووكالة الفضاء الأوروبية وكندا واليابان ويتوقع أن يكمل بناؤها في عام 2004. ومن بين التقنيات التي تعد حالياً للاستخدام في المحطة وحدات سكنية تساهم في تطويرها منذ فترة "ناسا" وشركة صناعة الفضاء والطيران "بوينغ". والوحدة السكنية الممتلئة بالهواء المضغوط ملحقة بالمحطة الفضائية وتستخدم لسكن الرواد وخزن المعدات. وفي حال الحصول على الموافقة النهائية سيتم بناء الوحدة التي تكلف نحو 100 مليون دولار، ويتوقع ارسالها في عام 2003. وذكرت دونا فيندر مديرة مشروع الوحدة السكنية الفضائية في "ناسا" أنها أكثر سلامة وأقل كلفة وأفضل من المشاريع المطروحة حالياً. وقالت فيندر أن تصميم الوحدة لا يهدف الى صنع معدات للاستخدام في المريخ فهي مصممة كمسكن قابل للنفخ بالهواء المضغوط للاستخدام في المحطة، لكن يمكن ارسالها الى المريخ دون الحاجة الى اجراء تعديلات كبيرة في التصميم. سفينة سكنية يبلغ حجم الوحدة السكنية الفضائية وهي فارغة نحو 10 أطنان. ويتيح وزنها الخفيف ارسالها الى الفضاء بكامل تجهيزاتها بدلاً من تجهيزها في وقت لاحق في الفضاء، كما هو الحال في المنصات الفضائية الاخرى الملحقة بالمحطة الدولية. ويناسب تصميم الوحدة السكنية للاستخدام في أغراض عدة. فهي محاطة بغلاف مائي لا يسمح بتغلغل الأشعة الكونية والأيونات التي تحملها الرياح الشمسية. ويحيط بغرف نوم الرواد غلاف تبلغ سماكته ما بين 4 و6 بوصات. وذكرت فيندر أن هذا الغلاف نافع في الرحلة الى المريخ أو الكواكب الاخرى التي تخلو من مجالات مغناطيسية تحميها من الأشعة الشمسية. ويمكن استخدام الوحدة للسكن في المريخ وتجهيزها بتقنيات زراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطعام وانتاج الهواء والطاقة اللازمة موقعياً على سطح الكوكب. وقد طور المهندسون مفاعلات بيولوجية تستخدم الجواثيم لننظيف الماء العادم قبل تصفيته بطريقة التناضح المعكوس التقليدية. وبينت تجارب استخدام حجرة مغلقة لسكن أربعة أشخاص فترة 91 يوماً أن هذه التقنيات تعمل، وأمكن بواسطتها استعادة 99 في المئة من الماء الصالح للشرب. واستخدم المهندسون في التجارب لأول مرة محرقة لتدوير الغائط واستعادة ثاني اوكسيد الكربون وبخار الماء واستخدام ذلك لتنمية حبوب الحنطة والشعير التي جرى زرعها في غرف مجاورة. ويلعب نظام اعادة استخدام المخلفات دوراً كبيراً في رحلة المريخ التي لا يمكن أن تأخذ معها كميات من الماء والطعام كافية لفترة سنتين أو ثلاث سنوات اللازمة لاتمام الرحلة والعودة الى الأرض.