السيد المحرر تحية طيبة وبعد، اود التعليق على مقال كامران قره داغي المنشور في عدد "الحياة" الصادر يوم الخميس 19 آذار مارس 1998 الرقم 12799. حسب علمي يكتب قره داغي في الحياة منذ مدة ليست بالقصيرة، مع ذلك يبدأ مقارنته العجيبة بين كوسوفو وكردستان باكتشاف انهما تبدآن بحرف الكاف. فما هذا الاكتشاف الذي لم يتوصل اليه احد غيره. ثم يكمل بأن كليهما يتعرضان لحكم تعسفي يهدف الى الابادة العرقية. لكنه لم يذكر ان كردستان العراق غير تابعة الى الحكومة العراقية منذ اكثر من سبع سنوات وانها شبه مستقلة وتحت حماية الولاياتالمتحدة عفواً الاممالمتحدة وبها برلمان منتخب من قبل سكان المنطقة. وانه تمّ هدم الكثير من المؤسسات التي كانت قائمة وتحطيم الكثير من الاجهزة والمعدات أو بيعها لغرض انشاء مؤسسات اخرى بديلة بعيدة عن تأثير التعسّف البعثي. وان تدخل القوات العراقية في المنطقة عام 1996 جاء بطلب من احد الفصائل الكردية الوطنية التي تتقاتل مع الفصائل الاخرى بسبب الرغبة في الاستحواذ والتفرّد بموارد المنطقة، وان عدد الذين قتلوا في هذا الصراع الاخوي الوطني يفوق عدد الذين قتلوا بقنابل الطاغية صدام حسين حين ضربه حلبجة. وان هناك اقليات قومية الآثوريون والارمن شكت من التعسف والاضطهاد في المناطق الكردية المحررة. ان ما تعرّض له الاكراد من ظلم تحت الحكم البعثي لم يخصهم فقط. لقد ابتلى ابناء هذا البلد بكل فئاتهم بحكم ظالم وشمل التعسف والقهر الجميع ولا يزال. فهل يكون هذا الظلم سبباً لنسيان البلد وهل ان التشبث بأذيال اميركا سيجلب السيادة والحرية لكردستان العراق؟ كلي ثقة بأن الشعب العراقي أو بقية سكان العراق من غير الاكراد لن يبخل على الاكراد بحرية تقرير مصيرهم والانضمام الى دولة كردستان الموحّدة. بمعنى: كوّنوا الدولة اولاً ثم طالب يا قره داغي بضم كردستان العراق اليها ام انك تؤمن بتحضير المعلف قبل الحصان.