أكدت مصادر ديبلوماسية افريقية ل "الحياة" في اديس ابابا امس ان موضوع السودان وأمن الدول المجاورة له ودول غير مجاورة في منطقة البحيرات الافريقية الكبرى، سيكونان واحداً من ثلاثة مواضيع اساسية في القمة الافريقية الاقليمية التي يشارك فيها الرئيس الاميركي بيل كلينتون في العاصمة الاوغندية غداً. واضافت المصادر ان هذا الموضوع ربما كان الوحيد الذي يتعلق بأفريقيا العربية، وان زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق، وهو زميل دراسة وصديق للرئيس الاوغندي يويري موسيفيني سيكون حاضراً في كمبالا. لكن البيت الابيض نفى ان يكون هناك لقاء مقرر بين كلينتون وقرنق خلال الجولة الافريقية للرئيس الاميركي التي بدأها امس. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الناطق باسم البيت الابيض باري تويف قوله: "لا يوجد اي مشروع مقرر لمثل هذا اللقاء. وليست هناك محادثات في هذا الشأن". وكانت صحيفة اوغندية اكدت ان اجتماعاً سيعقد اثناء زيارة كلينتون لكمبالا يومي الثلثاء والاربعاء. واكد مصدر في "الحركة الشعبية" ل "الحياة" امس ان قرنق سيلتقي مستشارين للرئيس الاميركي ومسؤولين في ادارته عن ملف السودان. وسيبدأ كلينتون اليوم المرحلة الثانية من جولته منتقلاً من غانا الى اوغندا حيث يجري محادثات ويزور مناطق خارج كمبالا ويشارك غداً في ختام زيارته الى اوغندا في قمة اقليمية افريقية دعا اليها موسيفيني 12 رئيس دولة افريقياً. ولم يتم تأكيد مشاركة الرئيس الاريتري أساياس أفورقي ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي حتى امس. السودان واكدت مصادر ديبلوماسية وسياسية افريقية ل "الحياة" ان الموضوع السوداني سيكون في جدول المحادثات بين كلينتون وموسيفيني اليوم، وسيُناقش في شكل عام غداً في القمة. واوضحت ان القمة ستدرس موضوعي الامن في منطقة البحيرات والاصلاحات الاقتصادية. واوضحت المصادر الافريقية ان كلينتون سيؤكد ما ذكرته وزيرة خارجيته مادلين اولبرايت خلال زيارتها لكمبالا العام الماضي من ان واشنطن ترغب في اطاحة نظام الرئيس الفريق عمر البشير "سلماً او بالقوة". ومن المحتمل ان يبحث مستشارو كلينتون مع المسؤولين الاوغنديين في الاجراءات العملية لتنفيذ رغبة واشنطن. وبين هذه الاجراءات تشديد الحصار الذي بدأته الاممالمتحدة بفرض عقوبات اثر محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في اديس ابابا عام 1995. ووسعت الولاياتالمتحدة العقوبات على السودان لتشمل العام الماضي فرض مقاطعة اميركية شاملة ومصادرة الممتلكات والأرصدة السودانية في الولاياتالمتحدة. وفي مجال آخر ستزيد الولاياتالمتحدة مساعداتها العسكرية لبعض الدول المجاورة للسودان، والتي سيستفيد منها قرنق في شكل غير مباشر. وستأتي هذه المساعدات في اطار آخر معلن هو المبادرة الاميركية - الفرنسية - البريطانية التي عُرضت على القمة الافريقية في هراري العام الماضي ونصّت على تشكيل قوات افريقية لحفظ السلام في القارة تدعمها الدول الغربية الثلاث. وستصل الاسلحة والمعدات العسكرية الاميركية الى المنطقة عبر هذه القناة. ولم تنتظر واشنطنولندنوباريس موافقة منظمة الوحدة الافريقية على المبادرة الثلاثية التي أثارت جدلاً واعتراضات وخلافات بين الأفارقة، اذ أنهى الاميركيون المرحلة الاولى من التدريبات للجيشين الاوغندي والسنغالي في ايلول سبتمبر 1997. وكان البريطانيون أشرفوا في نيسان ابريل 1997 على تدريبات لقوات من ثماني دول افريقية تنتمي الى مجموعة الكومنولث، وجرت التدريبات في زيمبابوي وتولت لندن دفع معظم نفقاتها. اما باريس فتعمل على مشروع لانشاء قاعدة زامبا كدو للتدريبات العسكرية في ساحل العاج قرب ياموسوكورو. واكد ذلك وزير الدفاع الفرنسي آلان ريشار خلال جولة افريقية فرانكوفونية عندما توقف في ابيدجان في تشرين الاول اكتوبر 1997. لكن العنوان الرئيسي المعلن لجولة كلينتون الافريقية يركز على الاصلاح الاقتصادي ودعم الديموقراطية في افريقيا. ومهّدت للجولة موافقة مجلس النواب الاميركي في 12 الشهر الجاري على مشروع قانون يُسهّل لبعض الدول الافريقية ادخال منتجاتها الى الاسواق الاميركية على رغم ان معظم هذه الدول ليس لديه ما ينتجه.