جدد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس تأكيد السعودية أهمية "الحفاظ على استقلال العراق وسيادته ووحدة أراضيه"، وأعلن ان الاتفاق الأخير بين بغدادوالأممالمتحدة "وضع حداً للأزمة في منطقة الخليج". لكنه أضاف في كلمته أمام اجتماع وزراء خارجية الدول الاسلامية في الدوحة: "في اطار منظمة المؤتمر الاسلامي ما زلنا معنيين بضرورة ان يعلن العراق ندمه" في شأن "الغزو الغاشم للكويت". وشدد على "الامتثال الكامل لقرارات مجلس الأمن من دون انتقاء خصوصاً ما يتعلق بازالة أسلحة الدمار الشامل التي لا تزال في حوزة العراق، واطلاق الأسرى من مواطني الكويت والدول الأخرى واعادة كل الممتلكات الكويتية والامتثال للقرار 949 بالامتناع عن أي عمل عدواني أو استفزازي للدول المجاورة، واتخاذ الخطوات الضرورية لاثبات نياته السلمية تجاه الكويت ودول المنطقة، قولاً وعملاً، من اجل تجنيب المنطقة ويلات تكرار تلك الكارثة" غزو الكويت. ورحب وزير الخارجية السعودي بقرار مجلس الأمن الذي صادق على الاتفاق بين بغداد والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، وبقرار المجلس زيادة الصادرات النفطية العراقية "لما في ذلك من رفع لمعاناة الشعب العراقي التي نحرص جميعاً على وضع حد لها". وتابع الأمير سعود الفيصل ان قضية القدس تمثل "جوهر النزاع العربي - الاسرائيلي". ودان ممارسات اسرائيل في هذه المدينة مؤكداً انها "تنعكس سلباً على عملية السلام ومستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها". وأشار الى "ما تواجهه مسيرة السلام في الشرق الأوسط من تدهور مستمر" عزاه الى اصرار الحكومة الاسرائيلية على انتهاج سياسات المماطلة والتهرب من تنفيذ الاتفاقات المبرمة مع السلطة الفلسطينية، والاخلال بتعهداتها على الصعيد الدولي. وقال: "ان تمسكنا بمواصلة عملية السلام لتحقيق السلام العادل والشامل بوصفه هدفاً وخياراً استراتيجياً يستوجب التزاماً مقابلاً تؤكده اسرائيل بجدية ومن دون مواربة والعمل من اجل استكمال مسيرة السلام بما يعيد الحقوق والأراضي المحتلة". ولفت الى "الانتكاسة الخطيرة" في عملية السلام "بكل ما يحمله ذلك من مخاطر وتداعيات تعود بالمنطقة الى دوامة التوتر والاضطراب". وزاد ان "اسرائيل مطالبة بالالتزامات والتعهدات وتنفيذ الاتفاقات الموقعة مع السلطة الفلسطينية، واستئناف المفاوضات مع سورية من حيث انتهت اليه والانسحاب الكامل من الجولان العربي السوري المحتل الى خط الحدود في الرابع من حزيران يونيو 1967، والانسحاب الكامل من جنوبلبنان وبقاعه الغربي". ولفت وزير الخارجية السعودي الى ان اتفاق دايتون وضع حداً لموجة العنف في البوسنة، لكنه أكد "ان السلام في البوسنة ما زال يحتاج لرعاية المجتمع الدولي"، منبهاً الى "العدوان الذي يتعرض له المسلمون في اقليم كوسوفو على ايدي المعتدين الصرب". وأهاب بالمجتمع الدولي "المبادرة الى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بإفشال المخططات الصربية العدوانية"، كما ناشد "اخواننا القادة الأفغان التوصل الى اتفاق لانهاء الاقتتال والصراع الدموي" في أفغانستان. وأكد تأييد السعودية الجهود المبذولة لوقف النزاع في الصومال، مرحباً باتفاق القاهرة لتحقيق "مصالحة وطنية يشترك فيها كل الفصائل" المتنازعة. ووصف الأمير سعود الفيصل ظاهرة العنف والارهاب الدولي بأنها "خروج فاضح على تعاليم شريعتنا الاسلامية السمحة، وانتهاك صارخ لقيمنا وأعرافنا وتراثنا"، مشدداً على أهمية ان تستكمل الدول الاسلامية اعداد اتفاق في ما بينها لمكافحة الارهاب الدولي. صباح الأحمد الى ذلك أكدت الكويت في كلمة القاها أمام المؤتمر الوزاري نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد على "أهمية تبني العراق سياسة سلمية وان يظهر حسن النية تجاه دول الجوار ودول المنطقة". وقال: "لا استقرار مع نزعة العدوان ولا أمن مع سياسة التهديد". ورأى ان "العراق ما زال يماطل ويمارس الانتقاء في تنفيذه القرارات الدولية واختلاق الأزمات من اجل التنصل من التزاماته الدولية". ونوه بجهود أنان التي "أسفرت عن الاتفاق الأخير الذي جنب المنطقة أخطاراً محققة". ودعا صباح الأحمد الى تكثيف الجهود الدولية لاطلاق الأسرى واعادة كل الممتلكات الكويتية "التي سرقت"، وقال ان "الكويت من منطلق تعاطفها مع الشعب العراقي الذي تتحمل الحكومة العراقية وحدها مسؤولية معاناته، ترحب بقرار مجلس الأمن الرقم 1153 الذي سمح للعراق بزيادة كميات النفط المسموح بتصديرها" من اجل "تلبية الاحتياجات من الغذاء والدواء للشعب العراقي"، مؤكداً "حرص الكويت على وحدة العراق وسلامته الاقليمية واستقلاله ورفاه شعبه". ورد رئيس الوفد العراقي بكلمة قال فيها: "نأمل بأن يرعوي أشقاؤنا في الكويت ويستمعوا الى نداء المنطق والحكمة، ويتركوا اللعب بالنار الأميركية التي ما فتئت تحرق أياديهم وتثقل كاهلهم". وشن هجوماً على "قوى الشر الأميركية - البريطانية - الصهيونية". وحمّل اللجنة الخاصة المكلفة التحقق من نزع الأسلحة المحظورة و"عميلها الأميركي سكوت ريتر وبمساهمة من رئيس اللجنة ريتشارد بتلر" مسؤولية الأزمة الأخيرة بين الأممالمتحدةوالعراق. وكان موضوع النزاع بين الامارات وبين ايران على الجزر الاماراتية محور كلمة السيد راشد عبدالله النعيمي وزير خارجية الامارات اذ دعا طهران الى "استجابة" المبادرات السلمية لبلاده والقبول بالتفاوض أو احالة النزاع على محكمة العدل الدولية. وأضاف: "ان استمرار الاحتلال الايراني لجزرنا الثلاث في الخليج العربي يشكل مصدر قلق وتوتر وعدم استقرار في المنطقة".