رفع الطوق الامني المفروض على مدينة معان الاردنية امس بعد اسبوع من فرضه. وبدأت الحياة تعود الى المدينة فيما استمر الوجود الامني المكثف فيها اثر المواجهات العنيفة بين متظاهرين وافراد الشرطة على خلفية تظاهرة مؤيدة للعراق واسفرت عن مقتل مواطن واصابة 25 شخصاً آخرين بجروح. ورفع الطوق الامني في التاسعة صباحاً بعد اسبوع من دخول قوات الجيش والامن العام الى المدينة التي تبعد 250 كيلومتراً جنوب عمّان ويقطنها 40 ألف شخص غالبتيهم من العشائر الاردنية. وقال المواطنون في المدينة ان الحياة بدأت تعود الى طبيعتها وان المحلات التجارية فتحت ابوابها، كما عاد الطلاب الى مدارسهم. وقال مصدر اردني مسؤول ان الاجراءات الاستثنائية رفعت ليتوجه الجميع الى اعمالهم ومصالحهم مشيراً الى تعاون المواطنين وتفهمهم للاجراءات الامنية. وافادت مصادر ان نحو 900 قطعة سلاح مختلفة صودرت في عملية تمشيط وتفتيش للمدينة كما اعتقل 284 شخصاً أفرج عن معظمهم فيما احيل 47 منهم الى محكمة امن الدولة لمحاكمتهم بتهمة الشغب واثارة الفتنة واطلاق النار على رجال الشرطة. الى ذلك ضبط في المدينة 75 كلغ من الحشيشة و5 كلغ من الهيروين وحوالى كيلوغرام واحد من الافيون خلال عمليات التفتيش التي لم تشهد المدينة مثيلاً لها من قبل. وكانت الشرطة اعتقلت نقيب المهندسين ليث شبيلات الاسبوع الماضي بعد القائه محاضرة في احد مساجد معان عشية الصدامات. ومن المتوقع ان يحال شبيلات الى محكمة امن الدولة ليحاكم بتهمة اثارة الفتنة والتحريض و"اطالة اللسان على المقام السامي". وقال نائب معان نايف كريشان ان نواب المحافظة التقوا قادة الشرطة في المدينة وطالبوا بإنهاء المظاهر الامنية فيها بهدف تخفيف التوتر بين المواطنين والشرطة. واضاف ان الاجراءات الاستثنائية التي اتخذت لم تكن مبررة واعتبر انها كانت تستهدف اذلال المواطنين وارهابهم. وحمل احد نواب معان وزير الداخلية السيد نذير رشيد مسؤولية الاحداث الاخيرة في المدينة وطالب باستقالته. وقال النائب احمد آل خطاب ان الاجراءات الامنية التي اتخذت اسفرت عن معاناة المواطنين وحصول نقص في الادوية والمحروقات والمواد الغذائية خلال الحصار الذي تم فرضه. وفي تعليق على كمية الاسلحة التي ضبطت قال النائب ان السلاح "لا يوجد في معان وحدها بل يوجد في مختلف انحاء المملكة". وقال قبيل رفع الطوق الامني، ان هناك 40 ألف مواطن معتقل وذلك في اشارة الى عدد سكان المدينة وظروفهم المعيشية الصعبة خلال فترة الحصار التي انتهت امس. وفي القدسالمحتلة أ ف ب، رويترز اعلن ناطق عسكري امس ان الجيش الاسرائيلي اعتقل فجر امس فلسطينياً يشتبه بأنه هرّب كمية كبيرة من الاسلحة من الاردن. واضاف المتحدث ان "الجيش عثر ليلاً على كمية كبيرة من الاسلحة على الضفة الشمالية للبحر الميت". واضاف ان "الجيش اوقف بعد ذلك فلسطينياً يشتبه بأنه هرّب هذه الاسلحة من الاردن". واوضح الجيش الاسرائيلي ان الرجل تمكن من تهريب 60 رشاش "كلاشنيكوف" و7 بنادق صيد و38 خنجراً وكمية كبيرة من الذخائر الى اسرائيل. كما عثر الجيش على زورقين استخدما في ما يبدو لتهريب الاسلحة. واشار الى ان القوات الاسرائيلية عملت بالتعاون مع القوات الاردنية. وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الميجر جنرال عوزي ديان قائد الجيش في الضفة الغربية قال لمراسلين عسكريين اسرائيليين انه لم يتضح ما اذا كان المشتبه به يعمل لحساب جماعة "ارهابية" او ما اذا كان مهرباً. واضاف ان الجيش يحقق ايضاً في ما اذا كان الرجل يعمل لحساب سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني.